"أنا شاب عندي 36 سنة، تزوجت العام الماضي لمدة قصيرة، ولكن حدث طلاق بشكل سيء جدًا، كان في البداية مشكلة عادية تحدث بين أي زوجين في أي بيت، لكنها تطورت إلى الطلاق، والأسوأ هو ما حدث بعد ذلك وهو أنها بدأت تقول عني كلام سيئ جدًا وأخرجت كل أسرار البيت وحتى أسرار العلاقة الخاصة بيننا صدمت بأنها أخرجتها وتحدثت عنها مع إخوتي البنات وزوج أختي. وهو ما جرحني جدًا خاصة أني أحيانًا أحتاج لبعض الأدوية النفسية، وهذه الأدوية تجعلني أفقد الرغبة في العلاقة الزوجية تماما. بعد انتهاء الزواج، وبعد أن أخذوا مني مؤخر صداق 200 ألف جنيه والشبكة التي قدمتها عند الزواج منها، أصبحت عندي عقدة من الزواج أخاف جدًا من الفشل مرة أخرى، وأعاني من ألم نفسي شديد بسبب هذه التجربة وأخشى من تكرار تجربة الزواج، خاصة أن ظروفي المادية لن تسمح بعد أن تكبدت كل هذه الخسائر. ماذا أفعل؟
****
القارئ العزيز، نشعر بالأسف لما حدث لك، وندرك صعوبة الموقف الذي تمر به حاليًا. وللأسف يعتبر الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج مشكلة شائعة في العديد من المجتمعات، وفي مصر على سبيل المثال تصل نسب الطلاق في السنة الأولى من الزواج إلى 65% من إجمالي حالات الطلاق، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
وتشير الأبحاث إلى أن الأسباب الرئيسية للطلاق في الفترة الزمنية الأولى من الزواج تشمل عدم التوافق الجنسي والاتصال السيء والتوتر النفسي وعدم النضج العاطفي والمشاكل المالية. لذا فإن إدارة العلاقة الزوجية بشكل صحيح والتعامل مع المشاكل الزوجية المختلفة بشكل فعال يمكن أن يساعد في تقليل معدلات الطلاق في الفترة الزمنية الأولى من الزواج.
قد يساعدك معرفة ذلك في التخفيف قليلاً من مرارة التجربة الأولى السيئة، كما أن فهمك لسبب المشكلة يجعلك تعرف كيف يمكن أن تتجنبها لاحقًا وبالتالي يقلل خوفك من تكرار التجربة، وتنصحك الدكتورة سمر كشك أخصائية الصحة النفسية وخبيرة العلاقات بالصبر قليلاً وأن تأخذ ما يكفيك من وقت لتستوعب ما حدث معك وتستجمع أعصابك وقدرتك النفسية. كما يجب أن تتواصل مع طبيب متخصص بشأن مشكلة انعدام الرغبة في حالة استخدام الأدوية النفسية، فحين تطمئن على سلامتك الجنسية ستكون أكثر ثقة وأقل قلقًا من الإقدام على الزواج مرة أخرى، وكذلك ينبغي أن تتناقش مع الطبيب النفسي بشأن إمكانية استبدال العلاج الدوائي بأي وسائل أخرى لتحسين الصحة النفسية.
من الضروري أيضًا أن تلجأ إلى متخصص في العلاقات الزوجية، حيث يمكنك مناقشة تجربتك والتعرف على الطرق الفعالة للتعامل معها وتجنب تكرارها في المستقبل. يمكنك أيضًا البحث عن دعم من أصدقائك وعائلتك المقربة. كل هذا سيساعدك على قبول الحقائق وتقبل ما حدث، فقد يمكن أن يكون من الصعب قبول حقيقة أن العلاقة الزوجية قد انتهت، ولكن من الضروري تقبل الأمر للمضي قدمًا. يمكن أن يساعدك العمل على التفكير في الدروس التي تعلمتها من تجربتك السابقة وتطبيقها في حياتك اليومية والتركيز على الأشياء الإيجابية: حاول التركيز على الأشياء الإيجابية في حياتك والأنشطة التي تستمتع بها، وحاول تحديد الأهداف التي تريد تحقيقها في المستقبل.
فى إطار حرص "انفراد" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "انفراد" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى
[email protected]أوالرابط المباشر.