"أقرب طريق لقلب الراجل معدته" هذه العبارة التى ترددها كل سيدة لصديقتها لتخطف قلب زوجها وتحتله، وهذه الطريقة لا يمكن سلكها الا بكتاب "أبلة نظيرة" السيدة التى نسمع عنها دائما ولكن لانعرف قصتها.
ففي فترة الأربيعينات ظهرت سيدة مصرية ساهمت بشكل كبير في تغيير مفهوم فنون الطهي لدى المصريين، من خلال كتاب خلق طفره في عالم المطبخ المصري، وهو كتاب "أصول الطهي"، أو ما يعرف بكتاب "أبلة نظيرة"، التي توارثت الأجيال وربات البيوت كتابها، قبل عصر انتشرت فيه الفضائيات المتخصصة في فنون الطهي، ولكن من هي أبلة نظيرة؟
"نظيرة نقولا" من أشهر مؤلفي كتب فن الطهي ، ولدت في عام 1902م بمصر ، درست في كلية التدبير المنزلي بمصر، وفي عام 1926 قررت وزارة المعارف إرسال بعثات في كافة التخصصات لاستكمال الدراسة العلمية ومن هذه التخصصات التدبير المنزلي، فوقع الاختيار على نظيرة نقولا و معها 13 فتاة من كلية التدبير المنزلي للدراسة بجامعة جلوستر بأنجلترا لمدة ثلاث سنوات في فنون الطهي و التطريز و الخياطة .
بعد عودتها إلى مصر عملت كمدرّسة لمادة الثقافة النسوية "التدبير المنزلي" في مدرسة السنية للبنات، فأصبح فن الطهي يحتل مساحة كبيرة من حياتها وكانت تبذل قصارى جهدها لتعليم الفتيات فنون وأساسيات الطهي .
في بداية الأربعينيات، أعلنت وزارة المعارف بين مدرسات التدبير المنزلي وعلى مستوى مدارس الجمهورية عن مسابقة لتأليف كتاب طهي لتدريسه في المدارس، وفازت أبلة نظيرة، وأبلة بهية عثمان، التي درست في جامعة بردج هاوس ، ليحصل كتابهما الذي حمل عنوان "أصول الطهي" على المركز الأول، واعتمد من الوزارة كمنهج دراسي للفتيات في فن التدبير المنزلي، وتم توزيعه على المدارس لتقوم جميع المعلمات بتدريسه عام 1948.
توفيت "أبلة نظيرة" في عام 1992 عن عمر 90 عاماً، ولأبلة نظيرة ابنة و هي "نجلاء" تخصصت في نفس مجال والدتها حيث عملت مدرسة لمادة الاقتصاد المنزلي في مدرسة طه حسين بالإسكندرية وتدرجت إلى ان أصبحت مدير إدارة البيئة بوزارة التربية والتعليم بالإسكندرية .