"دركسيونا" أول منصة إلكترونية لتعليم النساء قيادة السيارات بـ"أيدى ناعمة"

"البنات ما بتعرفش تسوق"، "آدى اللى خدناه من سواقة البنات"، "العربية دى مركونة كده ليه؟ أكيد دى ركنة بنت"، "إيه الزحمة اللى هناك دى؟ أكيد ست اللى عاملاها".. هذه العبارات التى تتكرر مرارًا وتسمعها الفتيات على الطريق عشرات المرات يوميًا، وتوجه ضربة متكررة لثقتها بنفسها على الطريق وقدرتها على القيادة، وهى الأفكار نفسها التى وضعتها "نيروز طلعت" مؤسسة منصة "دركسيونا" على قائمة أهدافها من إنشاء منصتها لتعليم الفتيات قيادة السيارات والأهم من ذلك إكسابهن الثقة بأنفسهن وبقدرتهن على القيادة. وتقول "نيروز" لـ"انفراد": "زرع الثقة بالنفس والشعور بالأمان على الطريق هو الهدف الأهم الذى نحرص على تحقيقه مع كل فتاة تتعلم القيادة من خلال "دركسيونا"، لأن المجتمع مستمر فى تخويف الفتيات من قيادة السيارات ولهذا قمنا بتكوين مجتمع كامل لدعم الفتيات على الطريق وليس فقط تعليمها القيادة حيث نعلمها أيضًا كيفية شراء سيارة وكيفية الحفاظ عليها على الطريق وعمل الصيانة المطلوبة لها". وعن فكرة "دركسيونا" تقول "تخرجت فى كلية آداب لغة إنجليزية، وبالتالى أنا بعيدة تمامًا عن مجال البيزنس والنقل ولكننى أحببت فكرة ريادة الأعمال بشكل عام، وأحببت أن تكون هناك مشاريع بسيطة تحل مشكلة موجودة فى المجتمع، ولهذا فكرت فى دركسيونا لحل مشكلة غياب مؤسسة لتعليم الفتيات بشكل خاص قيادة السيارات على أيدى فتيات مثلهن بعيدًا عن الطريقة التقليدية المتبعة والتى لا تتيح للكثير من الفتيات فرصة التعلم وأن تشعر بالراحة". وتضيف: "الفتيات بشكل عام يشعرن بالراحة أكثر فى التعلم على يد فتاة، ما يكسر لديها الشعور بالقلق والخوف ويمنحها شعور بالأمان وهو أمر ضرورى فى ما يخص تعلم القيادة". وتوضح "نيروز": نحن لسنا مدرسة لتعليم القيادة وإنما منصة هدفها التشبيك بين الفتيات اللائى يردن تعلم قيادة السيارات والمدربات المتاحات فى أماكن قريبة منهن، وذلك عبر الحجز من خلال الإنترنت، حيث تختار الفتاة المدربة القريبة منها وتحدد الموعد المناسب لها، على عكس مدارس تعليم القيادة التى تفرض على البنت مواعيدها الخاصة، وبعد تحديد المواعيد تملأ استمارة توضح مستواها فى القيادة ونوع السيارة هى هى أوتوماتيك أم مانيوال". إلى جانب الخدمة التى تقدمها "دركسيونا" للفتيات الراغبات فى تعلم قيادة السيارات، تتيح المنصة فى الوقت نفسه فرص عمل لمحترفات القيادة وتقول نيروز: "لأننا لسنا مدرسة لتعليم القيادة، فإننا لا نملك سيارات وإنما تشترك المدربات بسياراتها الخاصة أو يتم التعليم على السيارة الخاصة بالفتاة الراغبة فى تعلم القيادة، وبذلك نوفر فرص عمل مرنة للنساء اللائى يحترفن قيادة السيارات فى مواعيد مناسبة لهن دون الالتزام بساعات عمل طويلة". ولأن تعليم القيادة مسئولية كبيرة فإن شروط قبول المدربات تكون صارمة، فيجب أن تكون المدربة محترفة فى قيادة السيارات، حاصلة على مؤهل عالِ، وتعرف أيضًا قدر كافٍ من المعلومات عن ميكانيكا السيارة وصيانتها وتقول "نيروز": "نخطط فى الفترة المقبلة للتنسيق مع مؤسسة "ندا" لسلامة الطريق لتعليم المدربات كيف يعلمن الفتيات قواعد السلامة على الطريق". المنصة التى انطلقت عبر موقع "فيس بوك" منذ عام كامل علمت حتى الآن 150 فتاة تقريبًا، وانضمت إليها ما يقرب من 10 مدربات فى معظم مناطق القاهرة الكبرى كما تقول مؤسسة المبادرة، وتضيف: "خلال أيام ينطلق الموقع الرسمى للمنصة ومن خلاله سنقدم محتوى تعليمى هدفه توعية الفتيات بكل ما يخص السيارة من صيانة وميكانيكا وليس فقط كيفية قيادتها. كما نقدم من خلال الصفحة على فيس بوك معلومات للفتيات بشكل مختصر حول لغة القيادة ونصائح لسلامتها على الطريق بالإضافة إلى معلومات عن ميكانيكا السيارة وفى المرحلة المقبلة من المشروع نخطط فى كيفية تعليم الفتيات القيادة أون لاين من خلال جهاز متطور يحاكى شكل السيارة من الداخل، وذلك لتعليمهن أساسيات القيادة بشكل آمن يوفر الوقت والنقود والوقود أيضًا ومن بعدها تنتقل لمرحلة التدريب العملى على سيارة حقيقية".