الطلاق زلزال يعصف بالأسرة بأكملها ويهدد الاستقرار النفسى لأفرادها، ولتأثيره الكبير على الأفراد والمجتمع نتسائل دائماً عن أسبابه لتجنبها، ومع ازدياد حالات الطلاق، وبعد إعلان الأحوال المدنية عن عدد وثائق الطلاق التى وصلت لـ 207 ألف حالة سنوياً فى مصر، توضح "زينب مهدى" استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية أهم أسباب الطلاق.
ويأتى فى مقدمة أسباب الطلاق:
كثرة الاختلافات نتيجة لتباين الطموح من شخص لشخص، وعدم احترام الشخص لطموح شريكه، أو اختلاف المستوى الدراسى، فمثلاً إذا كان الرجل لديه مؤهل عال فمن المفضل أن تكون الزوجة لديها مؤهل عال هى الأخرى حتى يسهل عليهما التآلف سوياً، ولكن فى النهاية لكل قاعدة شواذ.
كما أن عدم وجود التوافق الاجتماعى بمعنى أن الطرفين سواء الرجل أو المرأة لا بد أن يكونا من طبقة اجتماعية واحدة، يتسبب فى حدوث كثير من حالات الطلاق، لأن الطبقة الاجتماعية تعبر عن أن الطرفين لهما طريقة التربية نفسها، ولكن خلاف هذا تحدث مشكلة قاسية جدًا، وهى أن الأبناء يولدون فى بيئة مشوشة، وبالتالى يولد أطفال مرضى نفسيين.
ويعد التوافق فى الطباع الشخصية نقطة مهمة جدًا، لأنه يساهم دائماً فى تق الخلافات بينهما فليس من السهل أبدًا أن يتزوجالرجل الانبساطى المحب للمناسبات الاجتماعية من امرأة انطوائية كارهة لها.
أما بالنسبة للمرأة التى تنفصل بعد دخولها في مرحلة الشيخوخة، فهذا صعب جدًا لأن المرأة فى مجتمعنا للأسف تعتبر مخلوقًا من الدرجة الثانية، ومن الصعب أن تنال حقها فىأى ناحية من النواحى التى تضمها الحياة الزوجية، حتى لو طالبت به، وبالتالى لا تجد مأوى غير بيت الزوج الذى لا تقبله أبدًا، وتفضل أن تعيش معه لسبب وحيد وهو ألا يكبر أبناءها بعيد عن أبيهم، وتعتبر نفسها غير موجودة على قيد الحياة، وهذا ما قيل من العديد من النساء المتزوجات غير الراغبات فى البقاء مع أزواجهن، لأن كل أزواجهن يتميزون بالأنانية والخيانة وعدم حفظ أسرار المنزل والعديد من العيوب، كما أن هناك نساء يتزوجن لأنهن يردن الهروب من بيت العائلة والأب، ولا يعرفن ماذا يخبئ لهن بيت الزوج، فتضطر لطلب الطلاق بعد فترة لأنها لم تستطع التأقلم على الحياة معه.
