"الهوت كوتور" أو الأزياء الراقية هو مصطلح انطلق من فرنسا فى عام 1908 حيث كانت الأزياء الراقية حكرًا على باريس التى تنظم أسبوع الأزياء الراقية الأول والأشهر فى العالم، و لسنوات طويلة كانت المشاركة الأكبر فى أسبوع الأزياء الراقية من نصيب مصممى الأزياء الفرنسيين، ولكن فى هذا العام جاءت المشاركة الفرنسية فى أسبوع الموضة، الذى أقيم قبل أيام، بنسبة أقل من النصف وأصبح أسبوع الأزياء الراقية "عالميًا" أكثر من كونه "فرنسيًا".
وكانت باريس شهدت قبل 158 عامًا من الآن إطلاق أول دار للأزياء الراقية فى العالم، والتى أسسها "تشارلز فريدريك" المصمم الإنجليزى الذى خصصها حصريًا للنساء من الطبقة الراقية، وطرح مصطلح "مصمم الأزياء" للمرة الأولى بدلاً من "ترزى أو خياط".
وبعد عدة أعوام، تحديدًا فى 1868 تأسست فى فرنسا "غرفة مصممى الهوت كوتور" Le Chambre Syndicale de la Haute Couture للمرة الأولى وهى النقابة التى تفرض شروطًا صارمة على المصممين الذين يريدون الانضمام إليها لكسب الحق فى تسمية أنفسهم ببيت للأزياء الراقية، ومن ثم المشاركة فى أسبوع الأزياء الراقية الذى انطلق للمرة الأولى فى منتصف الأربعينيات.
وحسب موقع "businessoffashion" المعنى بسوق الموضة فإن هذه الشروط فى الماضى كانت شديدة الصعوبة حيث كان يشترط كى ينضم المصمم إلى النقابة أن يشغل أكثر من 15 حرفى فرنسى بدوام كامل، وأن يكون لديه على الأقل مجموعتين موسميتين بأكثر من 50 قطعة بينها ثوب زفاف.
ولكن هذه الشروط تغيرت أكثر من مرة فى تاريخ النقابة، وأصبحت تقبل مشاركة بعض العلامات التجارية "الضيفة" فى أسبوع الأزياء الراقية، وهو ما حول أسبوع الأزياء الراقية من أسبوع "فرنسى" إلى عالمى أكثر، وازدادت به المشاركة الإيطالية ثم البريطانية والمشاركات من جميع أنحاء العالم بما فى ذلك الصين والشرق الأوسط.
وربط الموقع بين تغير وجوه العلامات المشاركة فى أسبوع الأزياء الراقية بتغير خريطة الثروة العالمية، فوفقًا لتقرير صادر عام 2015 وجدت إحدى شركات أبحاث الثروات أن 20% من أثرياء العالم يقيمون الآن فى آسيا والمحيط الهادئ، ووجد مصممو الأزياء أن "الهوت كوتور" ينتشر الآن خارج ما يطلقون عليه "الحدود التاريخية" له، وأصبح أكثرًا انتشارًا فى آسيا وروسيا والشرق الأوسط، مما جعل أسبوع الأزياء الراقية، ككل "بيزنس" آخر يحاول مواكبة ذوق المستهلكين المستهدفين.