للمجتمع المصرية قاموس خاص بتراثه الشعبى يحتوى على بعض الكلمات التى نسمعها ونرددها دون أن نفكر فى معناها، ومن يتابع تطور نسيج المجتمع المصرى فى الأفلام القديمة سيجد أن الكلام واحد تقريبًا، وكأن للمجتمع لغة لا يعرفها سوى سكانه، وبعد تطور الوقت انتقلت كلمات المجتمع حتى اندمجت كلماتها بين الكلمات العادية، لكن جرى هذا الاندماج دون أن نعرف معنى هذه الكلمات أيضًا وكأن تداول هذه الكلمات يسير مساره الطبيعى.
فهل سألت نفسك يوماً لماذا يطلق على السرايا الصفرا هذا الاسم؟، بقليل من البحث نجد أن أصل حكاية "السرايا الصفراء"، أن فى البدء أقام السلطان قلاوون مكان المستشفى لعلاج كل الأمراض بمختلف فروع الطب وبعد تدهور حال المستشفيات فى مصر وقتها، هُجرت المستشفى بشكل تدريجى، ولم تعد حالتها متاحة لاستقبال المرضى، وذلك فى عهد محمد على الذى نقلها إلى منطقة بولاق، بقى هناك المرضى حتى عصر الخديو اسماعيل وتدهورت أحوالهم بصورة كبيرة حتى نقلهم الخديوى إسماعيل عام 1980 إلى قصر بالعباسية على أطراف القاهرة وقتها، وكان القصر يرجع لأحد الأمراء سابقاً ويسمى بالسرايا الحمراء نظراً للون المبنى المائل للأحمر، وفى عام 1983 التهمت النيران المبنى فى حريق ضخم وأتت عليه تماماً إلا مبنى صغير من طابقين تم طلائه مرة أخرى فى محاولات الترميم باللون الأصفر، وكانت هذه البداية للتسمية التى استمرت إلى الآن فى الوعى الجمعى للمصريين لما يقرب المائة عام من الزمن.