"التضليل" وسيلة الثعابين والعناكب لخداع فرائسها

كشف بحث علمى حديث الطريقة التى تخدع بها الثعابين والعناكب، فرائسها فى البرية باتباع أساليب التضليل والمحاكاة. وقالت فيونا كروس عالمة الحيوان بجامعة كانتربرى فى نيوزيلندا، "كل شىء مباح فى البرية، إما أن تخدع أو أن يتم خداعك، إما أن تأكل أو أن تؤكل".. موضحة "تستخدم الحيوانات شكلا من أشكال الخداع التى نسميها الهجوم بالتقليد، لصيد فرائسها". وأشارت الباحثة، إلى أنه مع انتشار مصطلح "التضليل الإعلامى" فى المجتمعات، إلا أنه فى الحياة البرية الحقيقية، تستخدم تقنيات الإعلام المضلل كوسيلة للحصول على وجبات الطعام للعديد من أنواع الحيوانات"، بعبارات أخرى، فيتظاهر حيوان بأنه حيوان آخر لخداع واستدراج الفريسة لتقترب منه بدرجة كافية تمكنه من التهامها. وتشرح عالمة الحيوان الأمريكية، أن "الحيوان يرسل إشارة تكون مفيدة للمرسل ولكنها تكون فى غير صالح المتلقى"، مثلما تقوم الأفعى النافقة بجنوب إفريقيا، بمحاكات حركات الحشرات بقيامها بهز لسانها ببطء وبتعمد لجذب البرمائيات المجاورة.. وتم اكتشاف ذلك السلوك عند الثعابين فى الآونة الأخيرة فقط، وهى المرة الأولى التى تم تسجيلها مع الثعابين الأرضية. وأضافت أن حيوانات أخرى، مثل السلاحف الناهشة والطيور المائية مثل البلشون، والثعابين المائية، تقوم بحركات الخداع باللسان كشرك للفريسة أيضاً. وتابعت الباحثة، أن العناكب فى فصيلة بورشيا، التى توجد فى أستراليا وآسيا وإفريقيا، يجب أن تكون فى غاية الحيلة والمكر، لأنها تقوم باصطياد عناكب أخرى، موضحة أن إحدى تقنيات تلك الفصيلة هى اقتلاع خيوط الحرير من بيت العنكبوت للتظاهر بأنها فريسة وقعت فى شبكة العنكبوت، وعندما يأتى العنكبوت الجائع صاحب الشبكة للتحقق، تهاجمه عناكب البورشيا التى تجيد المحاكاة. وأشارت كروس إلى أن "التحدى هنا ألا يتم التهامها هى نفسها، ولذلك فإن عناكب البورشيا تقوم بتعديل طريقة نزعها للخيوط حسب الأوضاع التى تواجهها، فعلى سبيل المثال، تقوم عناكب البورشيا باستخدام أسلوب هادئ عند التعامل مع فريسة أكبر؛ فإذا كان مالك الشبكة العنكبوتية هو عنكبوت كبير، فإن عناكب البورشيا تحرص على ألا يندفع خارجا من الشبكة. يذكر أن فيونا كروس عملت فى السابق طبيبة نفسية، وجذب اهتمامها الطريقة التى تقوم بها الحيوانات للصيد، والتى تشبه ممارسة الألعاب الذهنية مع الفريسة.