الصورة بتتكلم..شاهد كيف تروج الشركات العالمية لمنتجاتها بطريقة مبتكرة

الحاجة أم الاختراع..هكذا تعلمنا من الحكم التى نرددها دائمًا دون أن ننفذ أى منها بشكل إيجابى، فى الوقت الذى ينفذها الغرب دون أن يعرفوا عنها شىء، إذ قدمت مجموعة من الشركات العالمية مثالًا يحتذى به فى التسويق وأفكار الدعاية من خلال الحلمات الإعلانية عن منتجاتهم التى خرجت على الجمهور فلم تترك فرصة لمنافسيهم كى يقدموا ما هو أفضل. ولم يكن اعتمادهم على الإمكانيات المادية أو الظهور الإعلانى على شاشات التلفاز بقدر ما كان اعتمادهم على التفكير خارج الصندوق، الذى جعل من كل صورة صامتة سهم يصيب هدفه دون أن يخطئ قط. وإن عقدنا مقارنة صغيرة بين حملات الدعاية المصرية والعالمية سنجد مجموعة من النقاط الأساسية التى يمكن أن نتحدث عنها. الفكرة تبدأ أولى خطوات تنفيذ حملة إعلانية مبتكرة مع الفكرة، الأمر الذى لم تتمكن الحملات المصرية من استغلالها، حيث تهتم فقط بمخاطبة الجمهور بشكل مباشر، وإتباع سياسة الترهيب والرعب، وأكبر مثال على هذا هو الرئة المرعبة الموجودة على علب السجائر، أما مخاطبة العقل والحواس وإتباع الترغيب فهو ما يفعله الغرب فى خلق أفكار جديدة تعتمد على التفكير خارج الصندوق وكسر القوالب والوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية بأسهل الطرق. الوسيلة وطريقة التنفيذ أما ثانى أوجه المقارنة فهو الوسيلة التى تستخدمها الحملات الإعلانية، ففى مصر لا نعتمد إلا على وسائل الإعلام المسموعة أو المرئية أو إعلانات الشارع وملصقات الأتوبيس ومترو الأنفاق، لكن الحملات العالمية تستغل كل شىء فى الشارع فنجدها تعتمد على استغلال كل شىء حولهم فى الإعلان، فنجد الأنفاق جزء من الحملة، وكذلك البالوعات فى الشارع التى استخدمتها إحدى الشركات المعلنة عن القهوة ليخرج البخار من البالوعة بعد أن رُسِم عليها صورة فنجان قهوة. الرسالة ومن الوسيلة وطريقة التفكير إلى الرسالة التى تحملها الحملات الإعلانية، فلا شك أن كلا الطرفين يملك رسالة مهمة، لكن اختيارها لتكون شعار الحملة هو الذى يفرق بين طريقة وأخرى، ويساهم فى نجاح أو فشل الحملة، ففى الحملات العالمية يعتمدون على الأسلوب غير المباشر ليجعلوا عقل الجمهور يعمل، أما فى مصر فرغم أن الرسالة تكون واضحة كالشمس، إلا أنها لا تحقق النجاح الذى تحققه الحملات العالمية، بالإضافة إلى التناقض الكبير فى طريقة تقديم الإعلان، فعلى سبيل المثال كيف تعلق يافطة تحمل رسالة مباشرة لترشيد استهلاك الكهرباء على عمود نور مضئ فى الصباح.