"الخيانة الزوجية" تحول هذا المصطلح إلى مصير يؤرق معظم السيدات المتزوجات، فمن الصداقة إلى الزواج مشوار تخشاه الزوجة وتحاول دائماً أن تعرقله أمام زوجها حتى لا تقع الفأس فى الرأس ويتحول ذلك المصطلح إلى قدر ونصيب محتوم لا مفر منه.
وبعيداً عن الزوج والظروف التى أدت به إلى ذلك هناك العديد من التفسيرات النفسية التى ترجع إلى طبيعة وشخصية الزوجة التى قد تدفع الرجل لاتخاذ هذا القرار الأصعب، لذلك يرصد هذا التقرير رأى الطب النفسى فى تكوين الزوجة وأسلوبها وطريقة تعاملها مع زوجها التى تجعله يقبل على هذه الخطوة دون تردد ودون وضع رد فعلها فى الاعتبار، مستبعدين بعض الأسباب الشهيرة مثل عدم الاهتمام بالنفس والانشغال فى تفاصيل المنزل والأطفال او حتى انخراطها فى العمل ومشاعرها الجافة.
نسيان الذات والانصهار فى مصلحة الزوج
ترجع الدكتورة شيماء عرفة" أخصائى الطب النفسى والأستاذ بجامعة الأزهر خيانة الزوج والتمادى بها والوصول إلى حد الزواج الثانى لشخصية الزوجة " مكسورة الجناح" التى تعطى كل ما لديها لأسرتها ولزوجها دون أن تهتم بحالها وبما يسعدها ويبروز دورها فى الحياة البعيد عن المنزل وإدارته، فدائماُ الزوجة التى تضحى وتقدم دون أن تأخذ تجعل الطرف الذى أمامها يعتاد على ذلك ويعتبره حق مكتسب، فى نفس الوقت يرى أنها ليست النموذج المثالى للعشيقة، إنما يكتفى بها كأم ويذهب الرجل ليرضى رغبته فى تجديد مشاعره للبحث عن نموذج العشق والغرام والولع الذى يريد أن يجدد طاقته من خلاله.
فتقول شيماء ": الزوجة المصرية عادةً ما ترهق نفسها فى تفاصيل المنزل وتنصهر من أجل راحة الأخرين وتلهى عن نفسها وعن عملها وأصدقائها وأقاربها والمجتمع من حولها، وتقلص طموحها على دراسة الأولاد وراحة الزوج، الأمر الذى يجعل الرجل ينظر لها نظرة بعيدة كل البعد عن الإعجاب، فالرجل دائماً يروق له الشعور بالإعجاب بالمراة سواء على مستوى الفكر والثقافة والطموح والتطلع وطبعاً الشكل والاهتمام بالمظهر.
تتابع": وإذا فقد إعجابه بالمراة المتجددة المواكبة للعصر بدأ يشعر بانه الأفضل منها وإذا تسلل هذا الشعور إلى قلبه يكون قرار الخيانة سهل للغاية بالنسبة له، ويمهد ذلك إلى الزواج الثانى إذا لم تلحق الزوجة نفسها ولم تصحح أوضاعها ولم تتخلى عن انكسارها وتراجع شخصيتها أمام الزوج.
خوف الزوجة المبالغ به من ردود فعل زوجها
يقول الدكتور " محمد على" استشارى الطب النفسى، للأسف هناك بعض المعتقدات الخاطئة التى تربينا عليها ونشأت بها الزوجة وهى الخوف من الزوج وعدم الاقتصار على الاحترام وحسب، إنما الخوف منه ومن ردود فعله وعدم القدرة على مواجهته حتى إذا كانت على صواب، وهذا الأمر الذى يصعب عليها مهمتها إذا شعرت بتغيرات فى شخصيته واكتشفت خيانته .
فالزوجة التى تخشى زوجها بشكل مرضى لن تصارحه وتواجهه وحتى وإن فعلت ذلك ستتقبل الكذب منه خوفاً من ردود أفعاله، وحينها ستدخل دائرة الشك التى يدعمها يقينها ويكذبها خوفها من الزوجن وهنا ستتغير بطبيعة الحال وتدخل مرحلة اكتئاب وعصبية واحتقان مما يحول حياتهما جحيم ويدعم تبريراته للتعمق فى هذه العلاقة التى يجد بها الراحة ليبتعد عن النكد وفقاً لرأيه وقتها.
يتابع: لذلك فالمرأة القوية الصريحة العاقلة فى نقاشها والقادرة على سحقه أمامها ودفعه للاعتراف بأخطائه والتى تضع النقط على الحروف منذ البداية تكون الرابحة فى النهاية، أما المرأة المتوارية الخائفة والتى تضع نفسها فى دائرة الظلم والقهر ستكون الخاسرة حتى وإن لم تكتمل تلك العلاقة فسيبحث عن أخرى طالما لا يجد من يردعه.
الغباء العاطفى والتهور عند اكتشاف الخيانة
لم تقتصر شخصية الزوجة السلبية والمؤدية لنجاح الخيانة الزوجية ووصولها لمرحلة الزواج الثانى، إنما أشارت الدكتورة " تغريد صالح" استشارى الطب النفسى والاستشارى النفسى إلى " الغباء العاطفى والتهور" كأهم السبل التى تتيح الفرصة أمام الرجل لاستكمال خيانته، موضحة ": بعض الزوجات يفتقدن الذكاء والتخطيط، فإذا شعرت بالخيانة تتهور وتبدأ فى سلسلة المشاكل التى تدرك أنها ليست قادرة على نهايتها بالانفصال، وهنا تكشف كل أسلحتها أمام الزوج ويعرف نهايتها ويدرك أنه ليس هناك أى خطر على الإطلاق، لذلك ىيجب أن تتمتع الزوجة بذكاء وصبر إذا أرادت ان تبقى وتحافظ على بيتها، وتبدأ فى وضع خطة محكمة للإطاحة بضرتها المستقبلية تناسب طبيعة زوجها وطبيعة العلاقة بينهما.