صناعة الموضة والجمال ليست معروفة تاريخيًا بالتنوع، ولكن فى السنوات القليلة الماضية بدأنا أخيرًا نرى بعض التنوع على منصات الموضة وفى إعلانات مستحضرات التجميل، بهدف إثبات أن الجمال يأتى فى جميع الأحجام والأعمار وألوان البشرة والتفضيلات الدينية.
وفى ما يتعلق بالاتجاه الإسلامى فى الموضة أو "الموضة المحتشمة" وموضة المحجبات بدأنا نرى للمرة الأولى فى السنوات الأخيرة عروضًا للمحجبات فى أسابيع الموضة العالمية والشهيرة مثل أسبوع الموضة فى نيويورك ثم لندن، وبدأنا نرى أيضًا وجوهًا لمحجبات تتصدر حملات إعلانية لشركات تجميل عالمية مثل نورا عافية أول وجه مسلم لعلامة تجميل عالمية. يأتى هذا فضلاً عن الأزياء الرياضية للمحجبات التى طرحتها علامة تجارية عالمية.
وفى الكواليس هناك أيضًا أول وكالة نمذجة إسلامية فى العالم التى سلطت عليها الضوء منصة "refinery29" العالمية.
وتأسست وكالة "ليموس وندرورابس" للنمذجة الإسلامية قبل 5 سنوات، وتقول مؤسستها البالغة من العمر 34 عامًا إنها فكرت فيها بسبب صديقاتها المسلمات اللائى يتطلعن لأن يصبحن عارضات ولكنهن يشعرن بأن هذا مستحيل مع التمسك بالمبادئ الإسلامية.
وهكذا فكرت "نيلة ليموس" فى إنشاء الوكالة من أجل توظيف النساء المسلمات وكذلك النساء غير المسلمات اللائى يفضلن اللباس المحتشم، وساعدتهن الوكالة فى الظهور على صفحات "نيويوركر" و"فوج".
وتقول "نيلة" التى تعمل كمنسقة أزياء إنه فى الوقت الحالى هناك الكثير من الاهتمام الذى يوجه للمرأة المسلمة المحجبة، وأصبحنا نراهم أكثر فى المقالات والمجلات والحملات والإعلانات.
ولكن "نيلة" التى تعمل أيضًا كـ"موديل" محجبة، تقول إن الأمر أبعد من ذلك، وتقول "أشعر أننى كنت فى انتظار هذه اللحظة منذ كنت طفلة صغيرة، اللحظة التى ينظر الناس لنا فيها أخيرًا كنساء جميلات".
وترى أن الوكالة تقوم بدور إيجابى تجاه الصورة النمطية السلبية والعنصرية المأخوذة عن المحجبات، وهى تلمسها بنفسها يوميًا فى عملها، وتقول "تم الاتصال بى مؤخرًا من أجل الحصول على نموذج مسلمة يجعلونها ترتدى نقاب يغطى أنفها وفمها وأرادوا أن تكون الصور كتلك الصورة النمطية عن الليالى العربية وألف ليلة وليلة"، تضيف "رفضت ذلك وأخذت أوضح لهم أنه لا ينبغى استغلال أو تمثيل الدين بقالب جنسى".