كان نفسى يكون عندى أخ.. حكايات الوحدة من قلب بنات "ما عندهمش اخوات"

أحياناً تكون الوحدة اختياراً هادئاً للانعزال عن البشر وللمزيد من السلام النفسى، لكن حين تكون الوحدة إجباراً فهو أمر صعب وتؤثر على بعض القرارات الحاسمة فى حياة الشخص، خاصة لو كانت أنثى، فالوحدة بالنسبة للأنثى جحيم لا يُطاق ولكنها مجبرة على العيش فيه . ولا تكمن الوحدة فى فقدان الحبيب فقط بل فى الأشقاء أيضاً ، فحين يختار الأب والأم الاكتفاء بطفل واحد، ظناً منهم أن ذلك سيكون فى صالحه، يعانى هذا الطفل من وحدة تكبر معه يوماً بعد يوم ويكبر معه أيضاً شعور بالاحتياج الى أخ أو أخت بجانبه فى أهم مراحل حياته خاصة الطفولة. وروت عدة فتيات يعانين من وحدة الأشقاء لـ"انفراد" معاناتهن مع هذا الأمر، وكيف نجحن فى تعويض ذلك عن طريق تكوين شبكة علاقات صداقة كبيرة. سارة تشعر بالوحدة بسبب أصدقاء المدرسة "بدأت أحس بإحساس الوحدة وأنا فى المدرسة "..هكذا بدأت سارة موسى "25 سنة" حديثها عن معاناتها مع الوحدة، والتى بدأت معها منذ طفولتها حين كانت تسمع أصدقائها بالمدرسة يروون حكاياتهم اليومية مع اخواتهم، ومن هنا بدأت تسأل سارة والدها ووالدتها " أنا ليه معنديش أخوات؟" ، ولكن مع الوقت اعتادت سارة على هذا الأمر رغم تمنيها أن يكون لديها أخ لتشعر بأنه أمانها وحمايتها ، وكذلك أخت لتحكى لها مشكلاتها ويرتدون سوياً نفس الملابس، ورغم هذه المعاناة إلا أن سارة أكدت : " خدت الدلع والحنية كلها لوحدى". هبة :أدركت وحدتى فى مرحلة المراهقة أما هبة فاروق "26 سنة" عانت من مسؤليات الوحدة والضغوط التى تحملتها وحدها دون أخ أو أخت، فتمنت هبة أن يكون لها أخ ليكون هناك رجلاً أخر فى حياتها غير والدها، فقالت:" أكتر وقت حسيت إنى محتاجة فيه اخوات فى فترة المراهقة ، وقتها أدركت فعلاً معنى الوحدة ، وكذلك فى شبابى فى ظل مرض والدى ، فكنت بقوم بكل الأدوار كأنى 10 اخوات فى بعض، فوجودى معاه كان معناه إنى السند الوحيد ، واختفائى معناه مفيش حد يشيل مكانى" ، ولكن هبة لم تيأس وقررت مواجهة هذا الأمر وتعويض أمنيتها فى الأخوات بالأصدقاء. سعاد : " خطيبى بيعوضنى عن الاخوات" " كان نفسى يبقى ليا أخ ويكون فى ضهرى ويخاف عليا"..هكذا روت سعاد سعيد " 23 سنة" معاناتها مع الوحدة، والتى بدأت تشعر بها منذ طفولتها فكانت تشعر برغبتها فى وجود أخ لها يلعبان سوياً ويذهبان أيضاً للمدرسة معاً، وإنها شعرت بمعنى الوحدة يوم خطبتها، ولكن أصدقائها وقفوا بجانبها لتعويضها عن ذلك ، و لم تستسلم سعاد و فكرت فى طريقة لتعويض غياب الاخوات فى أصدقائها وخطيبها أيضاً ، فقالت : " خطيبى قايم بكل الأدوار فى حياتى وبيغنينى عن الاخوات والأصدقاء كمان" .