للمصريين صناعاتهم الخاصة التى يتميزون بها عن غيرهم، ولاشك أن لكل مدينة مصرية حكاية عن صناعة ما تشتهر بها، فدائمًا ما يفضل المصريون الاحتفاظ بأصول الأشياء ومعرفة تاريخها جيدًا، ومن أبرز الصناعات التى تشتهر بها بعض المدن المصرية صناعة الفسيخ والأسماك المملحة، خاصة أن تناولها فى مناسبات مثل شم النسيم والأعياد من أبرز العادات الفرعونية القديمة، ومن بين المدن المصرية التى تبدع فى صناعة الفسيخ مدينة "نبروه" التابعة لمحافظة الدقهلية، إذ تعتبر أحد أهم المدن المصرية التى تشتهر بصناعة الفسيخ والأسماك المملحة بشكل عام، حتى أنها حصلت على لقب "عاصمة الفسيخ" وذلك لاختلاف مذاق الفسيخ الموجود بها.
وترجع شهرة فسيخ "نبروه" إلى أكثر من 150 سنة، إذ أعطاها موقعها الجغرافى بالقرب من بحيرة البرلس بكفر الشيخ ومدينة بلطيم التى تطل على البحر المتوسط، الأمر الذى جعل أنواع معينة من السمك تتواجد فيها بكثرة من أبرزها السمك البورى والسهلية وهما النوعان الأشهر فى صنع الفسيخ، ومنذ أكثر من قرن من الزمن واعتمد أهالى نبروه على تمليح الأسماك ووضعها فى براميل لتنضج بعد فترة ويتناولوها فى معظم الأوقات، واعتبروا أن هذه الطريقة تجديد عن تناول الأسماك المشوية، واختلفت طريقة تمليح الفسيخ فى نبروه بسبب تعاملهم مع خياشيم السمكة بشكل مختلفة وفحصها جيدًا، ومن ذلك الوقت وأصبحت منازل العائلات تتنافس فى تقديم الفسيخ والأسماك المملحة حتى أصبحت المهنة الرئيسية للعائلات هناك، ومع مرور الوقت وبعدما ذاع صيت فسيخ نبروه فى المحافظات المجاورة تنافست العائلات على شراء المحال حتى أصبحت تجارة الفسيخ هى الرائجة هناك، ومن أشهر العائلات التى لها باع طويل مع صناعة الفسيخ "الحداد، الغلبان، الملاح".