ظروف قاسية وحرب راح ضحيتها مئات الأطفال والنساء والشباب وتحولت معها سوريا إلى ساحة حرب ، ورغم كل هذا لم يستسلم الشاب فادى لليأس وفكر فى أن يحلى مرار الحرب مستخدماً السكر والشيكولاتة ليدخل البهجة على النفوس بأشكال وألوان مختلفة لتورتات متميزة تاخد شكل المهن والمناسبات المختلفة.
كافح فادى للنجاح فى إثبات موهبته التى عشقها منذ طفولته، فكثيرًا ما دخل المطبخ مع أخيه الأكبر الذى كان يمتلك محلاً للحلويات بسوريا وحاول مشاركته فى صنع الحلوى، وبخاصة " التورتات " المهووس بها والتى يسعى دائما للتجديد والتطوير فى أشكالها ، وصنع أول تورتة قبل أن يبلغ سن العاشرة عندما تسلل للمطبخ ليفاجئ بها اخيه حتى يمنحه الثقة ليعمل معه.
فادى السواح البالغ من العمر 38 عاماً يعمل "شيف" منذ أكثر من 20 عاماً، زاد من موهبته بالدراسة ودخل كلية السياحة والفنادق وبعد إتمام دراسته لف معظم البلاد العربية كالكويت والسعودية ولبنان، وعندما عاد لبلده سوريا وجدت الحرب أكلت كل شئ ، فلم يجد مفراً سوى السفر لمصر بحثا عن أمل جديد، كافح من تحت الصفر حتى استطاع أن يأخد لنفسه معملاً لينطلق منه ويبدع.
" شعور لا يوصف واحساس ممتع عندما أصنع تورتة"، هكذا تحدث فادى بإحساس فنان يرسم كل يوم لوحة جديدة تسر كل من ينظر إليها ويتذوق طعمها ولا سيما تضفى روحا جميلة على المناسبات السعيدة.
يصنع تورتات مجسمة ويهتم بالتفاصيل الدقيقة، مؤكدا أن لكل شخص تورتة خاصة تناسب حالته ومهنته ومناسبته، مؤكدا أن الأكثر تداولا هي التورتات الخاصة بالمهن، والتى صنع منها تورتة للطبيب تحمل شكل البالطو الطبي وأدوات الطبيب، وكذلك تورتة للمصورين على شكل كاميرا ، وليس ذلك فحسب بل نفذ تورتات خاصة لضباط الجيش والشرطة ومصممى الأزياء والميكب ، بالأضافة إلى التورت الخاصة بالمناسبات كعيد الأم والحب والكريسماس والشخصيات الكارتونية وأبطال ديزنى.
يستخدم العديد من الفنيات الحديثة ولكن ينفذ جميعا يدويا، فهو يرسم بالريشة بمواد غذائية على التورتة بجانب شرائط الستان والتل وهى اللمسات الأخيرة للتزين، ليرى السعادة فى عين الزبون عند رؤيته لتورتته.
وأكد فادى أنه يقوم بصناعة التورته فى حوال ساعة فقط دون أن يساعده أحد، ويستخدم عجينة السكر للتورتة المجسمة والأشكال الكارتونية وعجينة اللوز لمن يرغب بسكر أقل وعجينة المرنج لتنفيذ المجسمات الطبيعية كالأنهار والعشب، مضيفا أن أسعار التورت تبد من سعر 175 جنية لتصل إلى 5ألاف جنية والأغلى أسعار تورتات الأفراح.
ومن أطرف المواقف التى تعرض لها فادى عندما أتم تنفيذ تورتة فرح خمسة أدوار وسقطت أثناء نقلها ، ولكنه استطاع أن يصنع تورتة أخرى فى ربع ساعة ليتم الفرح ويكمل سعادة العروسين.
ويذكر فادى ذكريات طفولته فى هذه المهنة عندما صنع سقط فى إناء كبير للبن عند تقليبه، وحرق أجزاء من محل اخيه بعد تركه للفرن مشتعلا ونومه دون أن يشعر، مؤكدا أن كل ذكرى يحملها علمته كثيراً.
ويسعى فادى السواح دائماً لمتابعة كل ما هو جديد فى مجال عمله ويتواصل مع أهل المهنة فى بلاد عربية وأوربية ، ويجرب الكثير من المواد والخلطات لصناعة مذاق خاص بمنتجاته فقط.