أصبح احتفال العروس برسم الحنة على أماكن متفرقة من جسدها طقس من الطقوس المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية، ورغم تسبب الأمر فى الكثير من المشكلات للعروس نظراً لما يسببه من تشوهات جلدية تستمر أحياناً لسنوات للتخلص من آثار التشوه الجلدى الذى تسببت فيه الحنة ، لم تأخذ الفتيات عبرة مما حدث لغيرهن.
تقول الدكتورة نورا سعيد إبراهيم أخصائى الأمراض الجلدية وعلاج البشرة بالليزر إن الحنة والتاتو والستيكرز التى تباع أحياناً فى محلات لعب الأطفال تتسبب فى الكثير من المشكلات الجلدية.
يضاف إلى الحنة العديد من المواد الصبغية لتثبيت اللون وتحويله للأسود، مما يضر الجلد بشكل كبير، حتى إذا لم تحدث هذا التأثير من المرة الأولى، فمع التكرار قد تسبب ضرر جسيم، ويمكن تشبيهها بالطعام الذى يمكن أن نتناوله طوال العمر وفجأة نجد أننا نعانى من حساسية شديدة عند تناوله.
وتضيف أن أكبر دليل على أن تلك الحنة التى ترسمها العروس ليست طبيعية هو أننا كثيراً ما نستخدم الحنة العادية على الشعر على سبيل المثال دون أن يحدث أى ضرر للجلد منها، لذا فتلك المستخدمة فى الرسم يضاف إليها الصبغات والألوان، وهى المتسببة فى الضرر.
يمر الجلد بعدد من المراحل حسب الضرر الذى تسببت فيه الحنة وهى:
1- ظهور بعض الحبوب أو الحساسية مكان رسم الحنة وحولها.
2- قد يتطور الأمر ليتحول إلى ما يشبه الحرق، فنجد أن الرسم قد تحول إلى حبيبات صغيرة معبأة بالمياه، وكأن الجلد تعرض لحرق شديد.
3- إذا كان الرسم على اليدين قد يتطور الأمر وتصل الحساسية لجزء كبير من الذراع حسب كمية الرسم وطبيعة الجلد، وحجم الرسمة يؤثر كثيراً على النتائج.
وتنصح الدكتورة نورا الفتيات بمجرد الشعور بحساسية من خلال وجود حكة مكان الحنة أو حولها أن يتم التوجه للطبيب فوراً، ويمكن كخطوة استباقية أن يتم وضع كريم مضاد حيوى وآخر للحساسية بعد الرسم مباشرة.
وعن العلاج تقول إنه غالباً يكون عبارة عن أدوية للحساسية إذا كانت الحالة بسيطة، أما إذا وصلت الحالة لمرحلة الحروق، فيتم التعامل مع الرسم وكأنه حالة حرق، وتحدد طبيعة الحالة طريقة العلاج المناسبة، خاصة إذا كان الحرق فى منطقة اليدين نظراً لاحتوائها على العديد من الأعصاب والعضلات وغزارة الدورة الدموية بها، ويكون المضاد الحيوى هو الحل الأول دائماً فى أغلب الحالات.
تتراوح فترة العلاج بين 6 أشهر وسنة، وقد تكون أكثر من ذلك إذا كانت الحالة أصعب، وفى كل الأحوال فإن الأمر سيترك أثراً على الجلد، وسيحدد مدة التخلص منه طبيعة الجلد نفسه، ويعد التخلص من البقع البيضاء التى تتركها الحنة على الجلد هو الأسوأ، حيث يتم التعامل معها وكأنها "بهاق" لأن الجلد يكون قد فقد الصبغة التى خلق بها، ويصعب إعادته لحالته الأولى بدرجة كبيرة، على عكس البقع الغامقة التى تتطلب بعض الوقت، ولكن يمكن التخلص منها فى النهاية باستخدام التقشير.