"مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى.. من لى ألوذ به إلاك يا سندى"، هذه الأنشودة الروحانية الرائعة التى تخلق حالة من الصفاء وتسمو بالنفس حين سماعها، والتى كانت ثمرة لتعاون شيخ المبتهلين سيد النقشبندى، مع أعظم من أنجبت مصر فى الموسيقى بليغ حمدى، وكتب كلماتها الشاعر عبد الفتاح مصطفى، تعد وجبة موسيقية رائعة على أذن المسلمين فى كل الأقطار العربية، خلال شهر رمضان الكريم.
لماذا يحرم المسلمون غير الناطقين بالعربية من هذه الحالة الروحانية التى تصنعها الأغنية بمجرد سماعها، كان هذا التساؤل دافعًا للمهندس وسام مجدى، الذى يعمل بمجال الإلكترونيات، ليبدأ ترجمة هذه الأنشودة إلى اللغة الإنجليزية، واستعان بمجموعة من زملائه العارفين بالمقامات الموسيقية، ككورال لأداء الأغنية باللغة الإنجليزية مخاطبًا بها المسلمين غير العرب، والعاشقين للموسيقى الصوفيه أو ما يسمونها بالموسيقى الروحانية.
https://www.facebook.com/174866436380736/videos/174876469713066/
كانت هذه الأغنية، دافعًا للشاب الذى نشأ على حب الموسيقى منذ نعومة أظافره، لتكوينباند "فريق موسيقى" أطقلوا عليه اسم Art compilers أو مبرمجو الفن، لأن يقوموا بترجمة عددًا من الأعمال الغنائية المصرية بلغ عددها 74 عملًا أغلبها ذو طابع تراثى، أو الأغانى التى تنتمى إلى زمن الفن الجميل كأغانى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، ولم ينسوا الأغانى الشبابية لجيلى الثمانينيات والتسعينيات، مثل أغانى مصطفى قمر وعمرو دياب وآخرين.
يقول وسام مجدى لـ"انفراد" إن الهدف الذى اجتمع عليه مع زملائه من أعضاء "الباند" والمكون من 5 أفراد هم، معاذ سالم وأحمد عبد العال ومحمد عبد الشافى وعبد الرحمن شرارة، هو الوصول بالثقافة والتراث المصرى إلى العالمية، عن طريق ترجمة الأغانى، كذلك فإن هذه الطريقة تساعد الشباب المصرى على تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق الموسيقى.
"الموسيقى لغة التواصل بين الشعوب"، وهذا ما أراد "مبرمجو الفن" استغلاله من أجل إيصال رسالة لشعوب العالم أن المصريين على وجه الخصوص والعرب على وجه العموم، شعوب مسالمة ومتحضرة لديها ثقافة وتاريخ وتراث، يمكن أن يكون رصيدًا إضافيًا فى مخزون الثقافة العالمية.
وسام الذى عمل كفويس أوفر لـ8 سنوات، ترجم خلالها أعمالًا تليفزيونية، من اللغة العربية إلى الإنجليزية، يؤكد أنه وفريقه لديهم الكفاءة الكاملة على ترجمة أى أغنية عربية، وإذا وجدوا أن الترجمة قد تخل بمسار اللحن، فإنهم يكتفون بترجمة المذهب فقط، وهذا ما حدث مع مع أغنية "على رمش عيونها" للفنان اللبنانى القدير وديع الصافى.
الأغانى الشعبية، حاضرة فى جدول أعمال فريق Art compilers، فهم لا يكتفون بترجمة الأغانى الدينية أو ألأغانى الرومانسية وفقط، لذا فإنهم حرصوا على تلحين عددًا من الأغانى لكبار المطربين الشعبيين فى مصر، ومن أهم هذه الأغانى التى ترجمت أغنية "كتاب حياتى يا عين" للفنان حسن الأسمر.
فريق Art compilers رغم مرور 3 سنوات على نشأته، فإنه حتى الآن لم يدخل فى إطار الاحترافية، بسبب قلة الدعم المادى والإمكانيات على الرغم من مشاركتهم فى أعمال مسرحية وحفلات موسيقية، إلا أنهم يأملون فى أن يجدوا من يدعمهم للظهور بشكل احترافى يساعدهم على توصيل فكرتهم.