فى إحدى المناطق بمصر الجديدة تجلس رانيا عاكفة على رسم وجه صغير لدمية تحاول أن تشكل ملامحها وما هى إلا ساعات ويبتسم هذا الوجه لها فيزيل ألامها ويتغلب على العوائق التى قابلتها فى حياتها.
رانيا هابيل خريجة آداب فرنسى مصابة بشلل الأطفال منذ أن كانت طفلة تركت منزلها بشبرا لأنها كانت تقطن بالدور الخامس ويشكل التنقل ونزول السلالم عائق كبير لها سواء لزيارة الطبيب أو لأى شىء آخر وحاولت العمل بعد تخرجها ولصعوبة التنقل قامت والدتها وشقيقها بتوزيع إعلانات على الجيران للتمكن رانيا من تعليم اللغة الفرنسية وبالفعل انتشر الخبر فى شبرا وأتى إليها العديد من الطلاب ولكن بعد انتقالها لمصر الجديدة توقف عملها بدروس اللغات فكان لزاماً عليها أن تجد لها مورداً آخر.
بدأت رانيا فى عمل عرائس صغيرة الحجم وجميلة الشكل بطريقة احترافية أعجبت كل من رائها وبدأت فى عمل عرائس حسب الطلب فالدمى التى تصنعها غالباً ما تكون هادفة فهذه تحمل الهاتف المحمول وأخر يحمل بكرة المناديل وغيره يوضع فيه الأقلام وهكذا.
تعطى رانيا كل الفضل لوالدتها وشقيقها الذين بذلوا كل الجهد لتمارس حياتها بشكل أقرب للطبيعى دون الحاجة للخروج من المنزل كما قالت:أخوية ده أخ وأب فى نفس الوقت، وتضيف:لولا ماما وأخويا مكنتش عملت حاجة خالص. وتضرب رانيا بتجربتها المثل لكثير من الشباب العاطل الذى لا يعمل بسبب ظروف وهمية وضعها هو وتسمر أمامها ولم يتحرك.