" أكل العيش" هو وحده أملها فى الحياة فلا ترغب فى جاه ولا مال إنما اقتصرت أحلامها على اللقمة الحلال والصحة وراحة البال، هكذا تصف تلك الكلمات ملامح هذه المرأة البالغة من العمر أرذله و من الصبر أجمله، إنها عائشة أو زينب أو فاطمة أو أم أحمد أو حتى أم محمود، فلا يهم الاسم ولا يهم العنوان طالما الرضا هو مفتاح رزقها وهبة من المولى عز وجل أهداه لها.
فطوعت بساعديها الذين جار بهما الزمن قيود الفقر والجهل والجوع، وشقت بنظرتها الثاقبة باباً جديداً للأمل وسط الغيوم وشعاع نور وسط الظلام، وغزلت بالقوة والإرادة والعزيمة معانى الأمل الذى كان وراء وقوفها صامدة شامخة فى وجه الفقر والجوع، وتحدت الظروف دون أن تكل أو تمل أو حتى تعلن العصيان على النصيب أو تكفر بالأمل، وإيمانها بالحكمة والمكتوب كان مصدر طاقتها وقوتها، وعلى الرغم من إدراكها بأن أكل العيش مر إلا أنها آمنت أن الرضا بيقوى.