كشف تقرير حصاد السياحة العالمية فى عام 2016 أن عدد السياح بلغ مليارا و235 مليون سائح والعائدات بلغت تريليونا و220 مليار دولار فيما بلغ حجم الإنفاق اليومى للسياح فى العالم حوالى 4 مليارات دولار فى اليوم الواحد.
التقرير جاء بمناسبة إحياء العالم يوم الأربعاء القادم اليوم العالمى للسياحة 2017 تحت شعار (السياحة المستدامة أداة للتنمية) ، ويركز احتفال هذا العام على كيفية إسهام السياحة المستدامة فى التنمية ، وتعرف السياحة المستدامة بأنها السياحة التى تأخذ فى الاعتبار التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية القائمة والمستقبلية فضلا عن أنها تتطرق إلى حاجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة.
والسياحة المستدامة هى وسيلة إيجابية فى القضاء على الفقر وحماية البيئة وتحسين جودة الحياة وبخاصة فى البلدان النامية .. ويمكن للسياحة حسنة التصميم والإدارة أن تسهم إسهاما عظيما فى الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة (الاقتصادية والاجتماعية والبيئية)، فضلا عن كونها ذات صلات وثيقة مع القطاعات الأخرى التى يمكنها إيجاد الوظائف الملائمة والفرص التجارية..ولذا فإن من المهم لجميع الفاعلين بما فى ذلك الشركات العاملة فى القطاع أن يكونوا على وعى كامل بالفرص السانحة والمسؤوليات المستتبعة على السواء وأن يعملوا وفق ذلك لتترك أعمالهم أثرا إيجابيا فى المجتمع الذى تعمل فيه وأن يضمنوا استدامة أعمالهم.
ويأتى الاحتفال هذا العام متماشيا مع قرار الجمعية العامة (193 / 70) فى ديسمبر 2015 التى أعلنت خلالها أن عام 2017 سيكون السنة الدولية لتسخير الساحة المستدامة من أجل التنمية تسليما منها بأهمية السياحة الدولية فى إرساء تفاهم أفضل بين الشعوب فى كل مكان وإذكاء الوعى بالتراث الثرى لمختلف الحضارات وجعل القيم المتأصلة لمختلف الثقافات تحظى بتقدير أفضل، بما يسهم فى تعزيز السلام فى العالم وتسليما كذلك بالدور الهام للسياحة المستدامة بوصفها وسيلة للنهوض بالتنمية المستدامة وتسريع وتيرتها ولا سيما القضاء على الفقر.
وكانت منظمة السياحة العالمية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة ، قد قررت تأسيس اليوم الدولى للسياحة فى دورتها الثالثة التى عقدت فى طرمولينوس الإسبانية فى سبتمبر عام 1979 ، وبداية من عام 1980 تم الاحتفال الأول حول العالم .. وقد اختير هذا التاريخ ليتزامن مع معلم هام فى قطاع السياحة فى العالم وهو الذكرى السنوية لاعتماد النظام الأساسى لمنظمة السياحة العالمية فى 27 سبتمبر 1970.
وقال طالب الرفاعى الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية ، فى رسالته بهذه المناسبة ، إن السياحة المستدامة أداة فى سبيل تحقيق التنمية .. وأن السياحة اليوم هى ثالث أكبر قطاع تصديرى فى العالم بعد المواد الكيميائية والوقود .. وتجلب الأمل والازدهار والتفاهم لعدد كبير من الناس وتعزز سبل كسب العيش فى جميع أنحاء العالم .
وأضاف الرفاعى ، فى العام الفائت وحده شهدت الحدود الدولية عبور 1235 مليون مسافر فى سنة واحدة..وبحلول العام 2030 سيرتفع هذا الرقم من 1.2 مليار إلى 1.8 مليار ..متسائلا : كيف يمكننا ونحن نحتفل بيوم السياحة العالمى 2017 تسخير هذه القوة التحويلية العالمية الهائلة للمساهمة فى جعل هذا العالم مكاناً أفضل ولتعزيز التنمية المستدامة بجميع ركائزها الخمس؟.
وركائز التنمية الخمس وفقا للأمين العام هى : الاقتصاد لتحقيق النمو الشامل .. الاجتماع لخلق فرص عمل لائقة وتمكين المجتمعات المحلية .. البيئة للحفاظ على البيئة وإثرائها والتصدى لتغير المناخ .. الثقافة لتكريس وصون التنوع والهوية والثقافة الملموسة وغير الملموسة..السلام باعتباره شرطاً أساسياً للإنماء والتقدم.
وذكر الرفاعى : أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت 2017 سنة دولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية ..وهو ما يعد فرصة فريدة لنا جميعاً كى نسعى معاً إلى تعزيز مساهمة قطاعى السفر والسياحة كنشاط بشرى ورئيسى فى القرن الـ 21 وفى إرساء مستقبل أفضل للإنسان ولكوكب الأرض وللسلام والازدهار".. داعيا المسافرين إلى ضرورة احترام الطبيعة والثقافة والمجتمع الذى سيستضيفهم.
ولقد اكتسبت السياحة طوال العقود الـ 6 الماضية توسعا وتنوعا مطردين، فأصبحت واحدة من أسرع القطاعات الاقتصادية فى العالم نموا وأهمية لما لها من منافع تعود على المجتمعات فى كل أرجاء العالم ، فقد ارتفع العدد العالمى للوافدين من السياح من 25 مليونا فى عام 1950 إلى 1.235 مليار سائح بكافة دول العالم فى عام 2016..وتمثل السياحة اليوم 10 % من الناتج المحلى الإجمالى العالمى ويستخدم هذا القطاع 1 من كل 10 من العاملين فى العالم..وتتوقع منظمة السياحة العالمية زيادة عدد السياح الدوليين الوافدين بمعدل 3.3٪ سنويا بحلول عام 2030 .
وأشار أحدث تقرير سنوى أصدرته منظمة السياحة العالمية لرصد حركة السياحة بالأرقام فى العام الماضى 2016 ، إلى أن الطلب على السياحة الدولية بقى قوياً فى العام 2016 على الرغم من التحديات .. فقد ارتفع عدد السياح الوافدين الدوليين بنسبة 3.9 % ليبلغ مجموعهم 1235 مليونا بحسب العدد الأخير من بارومتر السياحة العالمية الصادر عن منظمة السياحة ..وسافر فى العام الماضى حوالى 46 مليون سائح إضافى (زوار المبيت) على المستوى الدولى مقارنة مع العام 2015.
وشكل عام 2016 العام السابع على التوالى من النمو المتواصل فى أعقاب الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية سنة 2009..ولم يسجل منذ الستينيات من القرن الماضى مثل هذا النمو المطرد والمتواصل بلا انقطاع. ونتيجة لذلك سافر حول العالم 300 مليون سائح دولى إضافى فى العام 2016 مقارنة مع الرقم القياسى المسجل قبل الأزمة فى 2008. وازدادت عائدات السياحة الدولية بوتيرة مماثلة فى هذه الفترة.
واعتبر أمين عام منظمة السياحة العالمية أن السياحة قد برهنت عن قوة استثنائية وقدرة على الصمود فى السنوات الأخيرة على الرغم من التحديات الكثيرة لا سيما ما يرتبط منها بالسلامة والأمن.. ومازال السفر الدولى ينمو بقوة ويسهم فى خلق فرص العمل وتعزيز رفاه المجتمعات المحلية حول العالم.
وعلى صعيد المناطق، احتلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ (+ 8% ) الصدارة من حيث ارتفاع عدد السياح الدوليين الوافدين فى العام 2016 بفضل الطلب العالى من الأسواق المصدرة سواء داخل المنطقة أو من مناطق أخرى..وشهدت أفريقيا (+ 8 % ) انتعاشاً كبيراً بعد عامين كانا أضعف نشاطاً..أما فى القارة الأمريكية (+ 4 % ) فاستمر الزخم الإيجابي.
من جهتها، أتت أوروبا (+2% ) بنتائج متباينة إلى حد ما حيث قوبل النمو المزدوج الأرقام فى بعض المقاصد بتراجعٍ فى مقاصد أخرى..وجاء الطلب متفاوتاً أيضاً فى منطقة الشرق الأوسط (- 4% )، حيث أثمرت بعض المقاصد عن نتائج إيجابية مقابل تراجع الحركة فى مقاصد أخرى.
وقد أظهر تقرير المنظمة تصدر فرنسا قائمة الدول التى تستقبل العدد الأكبر من السياح إذ استقبلت 82,6 مليون زائر العام 2016 بتراجع 2 % تقريبا مقارنة بالعام 2015، تلتها الولايات المتحدة التى تراجع عدد السياح بها بنسبة 3 % إلى 75.61 مليون ، واحتفظ بصعوبة بالمرتبة الثانية أمام إسبانيا التى ارتفع العدد فيها بنسبة زادت عن 10 % ليستقر على 75.56 مليون زائر حسب ما أظهرت الأرقام المفصلة التى أرسلتها منظمة السياحة العالمية.
ويعود الارتفاع الكبير فى السياحة فى إسبانيا منذ سنتين فى جزء منه إلى تجنب السياح التوجه إلى تركيا ومصر والعواصم الأوروبية الكبيرة التى ضربتها اعتداءات..وأتت بعد ذلك الصين بـ 59,3 مليون ، وإيطاليا بـ 52,4 مليون لتتبوأ بذلك المرتبتين 4 و 5 فى تصنيف عام 2016. وتقدمت بريطانيا إلى المركز 6 تلتها ألمانيا والمكسيك وتايلاند وتركيا.
وفى مستوى العائدات التى يدرها قطاع السياحة تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى مع 206 مليارات دولار فى 2016، وتحتل إسبانيا المرتبة الثانية مع حوالى 60 مليار دولار بارتفاع نسبته 6.7 % خلال سنة، تليها تايلاند بـ 49.9 مليار دولار، والصين 44.4 مليار دولار.
وأما فرنسا فأتت خامسة مع 42.5 مليار دولار ، ثم ايطاليا 40.2 مليار دولار، وتراجعت بريطانيا من المرتبة الثالثة إلى السابعة مع 39.6 مليار دولار، بسبب تراجع سعر صرف الجنيه الإسترلينى بعد الاستفتاء على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبى حسب ما أوضحت وكالة السياحة الدولية فيما جاءت ألمانيا فى المرتبة الثامنة ب 37.4 مليار دولار ، هونج كونج فى التاسعة 32.9 مليار دولار ، وجاءت أستراليا فى المرتبة العاشرة بـ 32.4 مليار دولار.
وفى الإنفاق على السياحة ، حافظت الصين على مركزها الأول برصيد 261.1 مليار دولار (أى ما ينفقه الصينيون على السفر والسياحة سنويا) ، تليها أمريكا بـ 123.1 مليار دولار ، ثم ألمانيا 81.1 مليار دولار، ثم انجلترا 63.6 مليار دولار، تليها فرنسا 40.5 مليار دولار ، ثم كندا 29.1 مليار دولار، تتبعها كوريا 26.6 مليار دولار، ثم ايطاليا 25 مليار دولار ، وبعدها استراليا 24.9 مليار دولار، وأخيرا هونج كونج 24.2 مليار دولار.
وأظهر الاستطلاع الأخير لفريق الخبراء التابع لمنظمة السياحة العالمية استمرار الثقة حيال العام 2017، حيث أن الغالبية العظمى (63% ) من نحو 300 مشارك فى الاستطلاع قد توقّعوا نتائج "أفضل" أو "أفضل بكثير" من العام 2016. والمعدل الذى أعطاه الفريق للعام 2017 يساوى تقريباً معدل العام 2016، فمن المتوقّع بالتالى أن يتواصل النمو على مستوى مماثل.
واستناداً إلى التوجهات السائدة حالياً ونظرة فريق الخبراء التابع لمنظمة السياحة العالمية والتوقّعات الاقتصادية، تتوقع المنظمة أن يزداد عدد السياح الدوليين الوافدين حول العالم بمعدل 3 % إلى 4 % فى سنة 2017.
ومن المتوقع أن تتراوح نسبة النمو بين 2 % و3 % فى أوروبا، وبين 5 % و6 % فى كل من منطقتى آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا ، وبين 4 % و5 % فى القارة الأمريكية، وبين 2 % و5 % فى الشرق الأوسط، نظراً إلى الأوضاع الأكثر تقلباً فى هذه المنطقة.
وأظهر التقرير أن النتائج أتت متباينة إلى حد ما فى أوروبا حيث تأثر عدد من المقاصد بتحديات مرتبطة بالسلامة والأمن. وبلغ عدد السياح الدوليين الوافدين 620 مليوناً فى العام 2016 ، وحصدت منطقتا أوروبا الشمالية (+6% ) وأوروبا الوسطى (+4%) نتائج جيدة فى حين ارتفع عدد الوافدين فى أوروبا الجنوبية المتوسطية بنسبة 1 % ، وأتت النتائج ثابتة فى أوروبا الغربية.
أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ (+8% ) فتفوقت على سائر المناطق من حيث النمو سواء من الناحيتين النسبية والمطلَقة مسجلة 24 مليون سائح دولى وافد إضافى فى العام 2016 ليصل بذلك المجموع الإجمالى إلى 303 ملايين..وكانت حركة النمو قوية فى كافة المناطق دون الإقليمية الأربع ، حيث ارتفع عدد الوافدين بنسبة 10 % فى أوقيانيا، وبنسبة 9 % فى جنوب آسيا، وبنسبة 8 % فى كل من شمال شرق آسيا وجنوب شرق آسيا.
أما القارة الأمريكية ، ازداد عدد السياح الدوليين الوافدين (+4 % ) بـ8 ملايين، ليبلغ 201 مليون، معززاً النتائج الجيدة المسجلة فى العامين الفائتين..فيما كان النمو أقوى نوعاً ما فى أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى (+6 % لكلٍ منهما)، فى حين سجلت منطقة الكاريبى وأمريكا الشمالية زيادة فى عدد الوافدين بنحو 4% .
وتشير البيانات المتوافرة عن أفريقيا إلى حدوث انتعاشٍ بنسبة 8 % فى عدد الوافدين الدوليين فى العام 2016، بعد سنتَين مضطربتين، فارتفع بذلك عدد الوافدين بـ4 ملايين ليصل إلى 58 مليونا..وحلت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء فى صدارة حركة النمو (+11% )، فى حين بدأت أفريقيا الشمالية تسير تدريجياً على خطى الانتعاش (+3% ). أما الشرق الأوسط فقد استقبل 54 مليون سائح دولى وافد فى العام 2016.