قوة الشخصية التفاهم الحكمة الاجتهاد نقل الخبرات والنزول إلى عقول الطلاب والصعود بها إلى مستوى يسبق أعمارهم، يسمح لهم بخوض معركتهم الخاصة مع الحياة.. كلها صفات جعلتنى أجد فى أستاذى العزيز " الدكتور " أحمد مجاهد" رئيس الهيئة العامة للكتاب السابق و المستشار الثقافى وزير التنمية المحلية الحالى نموذجاً مثالياً للمعلم الذى يجيد استخدام أدواته، ويطوع إمكانياته ليخترق عقول وقلوب الطلاب فى آن واحد .
فمنذ المحاضرة الأولى التى طل علينا بها بهيبته وهيئته الوقورة، فى أول يوم دراسى بقسم الدراما والنقد المسرحى كلية الآداب جامعة عين شمس، وجدت فى هذا " العملاق" كما كان يلقب بين الطلاب حينها ما يجذبنى بدراسة الشعر والمسرح الشعرى وما يعلقنى بلغتنا العربية التى كان يتقنها إلى حد الاحتراف، وما يؤكد لى أن أساليبه العلمية الحديثة فى إيصال المعلومة أو تثبيتها فى عقول طلابه ليست وحدها التى جعلتنا ننهمك فى المواد التى درسها لنا على مدار الأربع سنوات دراسية بالجامعة وحسب.
إنما جمعه بين القوة والسيطرة والتعاطف فى نفس الوقت، وامتلاكه لقوانين النظام والتساهل وتخطى الأخطاء أحياناً، والغضب بشدة والتسامح ببساطة كلها تناقضات إيجابية جعلتنا ندرج المعنى الحقيقى للمدرس " الجنتل" وكانت السبب فى تعلقنا به واستقراره بشكل شخصى فى مخيلتى كمثل أعلى وقدوة حاولت ومازلت أحاول أن أسير على نهجها وأخذ من صفاتها.
وحتى الآن وبعد تخرجى من الجامعة بخمس أعوام وانطلاقى فى عالم الصحافة وانضمامى لفريق عمل " انفراد" الجريدة الأهم والأشهر فى الشرق الأوسط من وجهة نظرى ووفقاً للتصنيفات، مازالت أتذكره وأقدره وأدرك أنه واحد من أهم أسباب تكوين شخصيتى وواحد من أهم صناع طموحى الذى لا يكل ولا يمل من تحقيق أحلامه وأهدافه، وسعيدة أنه جاء اليوم الذى أصرح به لك أنك حقاً أستاذى العزيز ومازالت حتى الآن أسير على نهجك وأخذ من كلماتك مبادئ لى بالحياة ولا أستطيع أن أنسى أبداً رباعية "صلاح جاهين" التى وجهتها لنا ضمن كلمتك على منصة التكريم فى يوم تخرج دفعة 2012 والتى أثرت بشخصيتى وكانت رفيقة دربى وقت المحن ومساعد لى فى تخطى أى أزمات تعرضت لها، وأوعدك أن تظل معى حتى تنتهى معركتى مع الحياة والتى لن تنتهى إلا إذا انتهت الحياة.....
" خوض معركتها زى جدك ما خاض .. صامد وقالب شفتك بامتعاض
هى كده متنولش منها الأمل ... غير بعد صد ورد ووجاع مخاض