بضحكاية اتحدى الظروف.."I CanCer vive" مشروع لإسعاد المصابين بالسرطان

قضت حياتها الجامعية بين أروقة المستشفيات والمعامل، لذا خالطت العديد من المرضى ورق قلبها للأطفال محاربى السرطان، ففكرت فى طريقة يمكن من خلالها وساعدها على ذلك مجموعة من زملائها فى الكلية، إنها سارة العالم، الطالبة بكلية الطب جامعة الإسكندرية وصاحبة فكرة مشروع "I CanCer vive". "ابن صاحبة ماما اللى كان بيلعب معايا مات بسبب سرطان المخ وأنا صغيرة، ومن ساعتها قررت أدخل كلية الطب، وأعمل حاجة للأطفال المصابين بالمرض"، كانت هذه هى بداية قصة سارة مع المشروع، فمنذ اللحظة الأولى لدخولها كلية الطب بدأت التفكير فى طرق تنفيذ قرارها بفعل شيء مختلف لأطفال السرطان، وكانت الأنشطة التى تقام وقتها تعتمد على فكرة توعية الأشخاص بالمعاناة التى يعيشها المرضى، لكنها فكرت فى طريقة لمساعدة الأطفال نفسهم واختارت أن تكون البداية فى مستشفى الشاطبى والميرى، وبدأت مع زملائها الذين بلغ عددهم 5 طلاب فى التفكير فى كيفية مساعدة هؤلاء الأطفال. حياة مأساوية يعيشها هؤلاء الأطفال فى المستشفيات تتسبب فى سوء حالتهم النفسية والجسدية بالطبع، ففكرت سارة فى عمل شيء يمكن أن يساعدهم على تخطى تلك الأزمة، فرفعوا شعار "I CanCer vive"، والذى يجمع بين كلمة "cancer" و" survive" وترجمتها "أستطيع النجاة من السرطان" لمساعدة الأطفال على محاربة المرض والتغلب عليه. جلس الطلاب لوضع أفكارهم وبدأوا رحلة تنفيذها، تلك الأفكار التى انتشرت كالسرطان فى الجامعة واشترك فيها العديد من الطلاب فيما بعد، ولم يعتمد مشروعهم منذ البداية على المساعدة المادية فقط، وحرصوا على الاهتمام بالتخفيف من معاناة الأطفال، فقاموا بتدشين صفحة على الفيس بوك تحمل اسم مشروعهم كخطوة أولى، وقاموا بجمع التبرعات وأقاموا بها حفل لإسعاد الأطفال احتوى على العديد من الفقرات التى يحبها الأطفال، ذلك الذى تم إقامته فى مستشفى الشاطبى، واجتمع فيه المصابون بالسرطان للاستمتاع بفقراته. كانت مشكلة جمع التبرعات هى أولى المشكلات التى واجهتهم، لذا فكر الفريق الذى بلغ عدده وقتها 70 طالبا فى الطرق التى يمكن من خلالها توفير النقود اللازمة لمساعدة الأطفال، فقاموا بتجهيز كمية من الطعام وبيعها فى الجامعة للأساتذة والزملاء من الطلاب، كذلك الذهاب لأحد الأندية ومسح السيارات مقابل النقود وتعريف رواده بالمشروع، كما قاموا بجمع كافة الأشياء التى لا يحتاجون إليها فى منازلهم وبيعها، الأمر الذى ساهم بشكل كبير فى توفير النقود اللازمة لمساعدة الأطفال. إنجازات فريق "I CanCer vive" حقق الفريق العديد من الإنجازات على مدار 6 أعوام كاملة، كان أهمها كالتالى: - إنشاء غرفة ترفيهية للأطفال عام 2015 فى مستشفى الشاطبى، تلك التى تم تجهيزيها بكافة الألعاب الترفيهية التى يفضلها أغلبهم، بالإضافة إلى مجموعة من قصص الأطفال والعصائر، وتم افتتاحها بحضور رئيسا الجامعة والمستشفى. - تطوير عنبر السرطان الموجود فى المستشفى الميرى عام 2016، وتم تجديد الأسرة والأدوات الطبية وطرق التعقيم، وتم عمل رسومات على الحوائط تعتمد على الشخصيات الكرتونية، تلك التى جعلت الأطفال يشعرون وكأنهم موجودون فى مكان ترفيهى وليس مستشفى. - ومازال الفريق يعمل خلال العام الجارى على تطوير مستشفى سموحة الجديدة، حيث يقومون بتلوين الحوائط، وتوفير أدوية السرطان التى يحتاجها الأطفال. لم يقتصر حلم الطلاب على ذلك فقط، بل قاموا بإنشاء فريق الأحلام المسئول عن تحقيق أحلام الأطفال مرضى السرطان، فيذهب الفريق إليهم ويكتب حلم كل طفل، ويحاولون تحقيق هذه الأحلام من خلال نشرها على الصفحة ليتفاعل المتبرعون معها ويحققون بعضها للأطفال. وعن حلم "I CanCer vive" قالت سارة العالم، إنها ترغب فى انتشار الفكرة على مستوى كافة محافظات الجمهورية، وألا يعتمد على فرد بعينه، بدليل أنه رغم كونها من المؤسسين وأصحاب الفكرة إلا أن الحملة يقودها الآن مجموعة من طلاب دفعات مختلفة عنها، لأن الهدف منها هو الاستمرارية والانتشار.