"وطن إنسانى".. مبادرة هاجر لتنمية سكان المقابر والسبب "أم مريم"

ندخلها بخطوات متثاقلة ودموع ساخنة تتساقط من أعيننا لزيارة أو تشييع حبيب أو قريب فارق الحياة وتركنا لنشعر بمرارة الوحدة ونعانى قسوة الفراق، إنها "المقابر"، ذلك المكان الذى يسكنه الموتى تحت طبقات من التراب، فهى المثوى الأخير الذى سيضمنا جميعا يوما ما، تلك هى فكرتنا عنها، إلا أن هناك العديد من الأشخاص ممن يمتلكون فكرة مختلفة تماما عن تلك، هؤلاء ممن يتخذون منها منزل ومأوى وهم أحياء يرزقون، ليعيشوا حياة ممزوجة بالدموع والصراخ التى تتوالى يومياً عليهم أثناء تشييع الجنازات، والتى قررت إحدى طالبات كلية الآداب التخفيف من معاناتهم بمبادرة "وطن إنسانى". تخرجت فى كلية الآداب قسم الإعلام وتحضر الماجستير خلال الفترة الحالية، وتطوعت فى فريق "متطوعى مصر" التابع لوزارة الشباب والرياضة، إنها هاجر محمود شعلان صاحبة فكرة مبادرة "وطن إنسانى" لتنمية سكان المقابر، مشروع التخرج الذى قامت بإعداده عام 2014 للجامعة عن مقابر الفقراء والأغنياء بمثابة الشرارة الأولى التى أشعلت نار الفكرة، حين اكتشفت من خلاله أن هناك ما يسمى بـ "سكان المقابر". "أم مريم" كانت هى المحرك الأول للفكرة فى ذهن هاجر، تلك السيدة التى قابلتها فى مقابر السيدة عائشة ولم تسمع منها سوى جملة واحدة ممزوجة بالدموع وهى "بنتى مريضة ونفسى فى أوضة تحت بير السلم"، حلم رغم بساطته إلا أنها لم تتمكن من تحقيقه، رأتها فى أحلامها لفترة طويلة تعدت العامين، حتى قررت العودة إلى هناك ومحاولة التحسين من وضع ساكنى المقابر فى حياة غير آدمية. بدأت البحث عن أصل المشكلة ووجدت أنها تعود لعام 1898، وظلت الأعداد تتزايد وتتوارثها الأجيال حتى وصلت إلى 6 مليون مصرى يعيش فى المقابر حتى عام 2014، فقررت النزول إلى تلك المناطق والتحدث مع أهلها وأطلقت مبادرتها التطوعية بعنوان "وطن إنسانى" لمساعدتهم على نطاق واسع، وكانت من أهم أهدافها: - الرعاية الصحية، وتعتمد على توفير العلاج لأصحاب الحالات الصعبة من سكان المقابر حيث ينتشر العديد من الأمراض المختلفة هناك، والتى يهملها أغلبهم للدرجة التى تصل بالمريض لمرحلة الوفاة. - التأهيل النفسى والاجتماعى، تلك الناتجة عن قضاء الأطفال والشباب حياتهم كلها وسط الصراخ المتواصل والبكاء والنحيب على الميت، وبالتالى معاناتهم من حالة نفسية سيئة. - التعليم، واعتمدت فيه على توفير مجموعة من برامج محو الأمية، وقد لاقى إقبالا كبيرا من السيدات اللائى حرصن على التعلم من أجل مساعدة ابنائهم على الدراسة والمذاكرة. - فصول تقوية لطلاب المدارس، ومساعدتهم على تنمية قدرتهم على القراءة والكتابة بشكل جيد. - الانتماء للوطن، إذ لاحظت أن عددا كبيرا منهم ناقم على حياته وظروفه، ويعتبر الوطن هو السبب الرئيسى لتلك الحياة غير الآدمية التى يحياها، لذا فكرت فى اصطحابهم لعدد من المزارات السياحية والرحلات التثقيفية. - التوعية ومحاربة الأفكار المتطرفة التى يسهل انتشارها وسط هذه البيئة غير الصحية. شاركت هاجر مع مجموعة من أصدقائها ممن ساعدوها على تحقيق المبادرة فى مسابقة على مستوى العالم العربى، يتبناها أحد البرامج التى تهتم بتقديم المبادرات النسائية المجتمعية على مستوى العالم العربى، قدمت فيها 1200 سيدة من كافة أنحاء الوطن العربى، وتم اختيار 60 مبادرة منها فقط للتأهل إلى المرحلة الثانية، وكانت "وطن إنسانى" إحداها لتمثل مصر فيها ضمن 8 مبادرات مصرية مشاركة فى المسابقة. وعن أحلامها قالت إنها تريد نشر المبادرة على نطاق واسع وأن تحقق مشروع المبادرة الذى يعتمد على تنمية 100 أسرة على الأقل من سكان المقابر بشكل كامل كبداية حتى تتمكن من القضاء على تلك الظاهرة تماماً من خلال دمج هؤلاء الأفراد فى نسيج المجتمع.




































































































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;