"سلم الحياة".. فلا تجد شيئًا فى حياتنا إلا ويمر بمراحل متراكمة، نخلق ونأتى للحياة فى مراحل متتالية فننظر حولنا لنجد أن كل الأشياء تمر بمثل مراحلنا أيضًا، صورة اليوم واضحة ولكن تحمل فى طياتها رسائل خفية وخطيرة، لقطة لعامل أثناء موسم حصاد السمسم وبالتحديد فى مرحلة "الغربلة" للحصول على السمسم النقى بعد ذلك.
فتحت خيوط أشعة الشمس الذهبية التى تلفح جبهته محتميًاً بطاقيته من القماش يقف ذلك العامل فى مثل ذلك الوقت من كل عام ويشارك فى استكمال مراحل حصاد السمسم ويغربله ليأتى لنا بالخير منه، فالبرغم من أن زراعة السمسم تبدأ منتصف شهر يونيو إلا أن حصاده يتم فى أكتوبر بعد مرور 3 أشهر ونصف، وبعد حصاده يتم ربطه فى شكل حزم هرمية ويترك 3 أسابيع حتى يجف تمامًا ثم يذهب لمرحلة لقطة اليوم وهى الغربلة حتى يصلح جاهزًا للاستخدام ويأتى بأشهى ثماره.
وكأن لقطة اليوم جاءت فى طريقنا حتى تعطى لنا رسالة متخفية بين ثنايا ذلك "الغوربال" الذى يرسل لنا رسالة بقانون الحياة أو ما أطلقنا عليه سابقاً"سلم الحياة"، جاءت تلك اللقطة لتشبه حياة الكثير منا بداية من الصبر والميلاد ومقابلة المواقف المختلفة حتى تأتى لمرحلة الغربلة، التى تجلس فيها منفردًا بنفسك تفند فيها ما قابلت وتراجع نفسك فى القرارات المؤثرة على مجرى حياتك التى اتخذتها فى وقت من الأوقات، تضع نفسك فى غوربال "اللوم والتأنيب" لتخرج من ذلك بأفضل ما فيك خالعًا ثوب أخطاء حياتك بالكامل.
ربما تكون مقارنة خفية ولكننى شعرت أن كثير منا يحتاج لاستبدال مكانه مع السمسم الموجود فى الغوربال ليتمكن من الإفلات من بين ثقوبه الرفيعة ويجمع بقايا براءته ونقائه ويخرج للعالم بشخص جديد كما يتمنى، وعلى أية حال فإن موسم حصاد السمسم و"غربلته" قد ولى زمانه فمتى يأتى وقت "غربلة الروح" وغربلة الإنسان حتى نتخلص من شوائب النفس وننطلق للحياة بثوب جديد؟