من المونولوج للكوميكس.. رحلة تطور النكتة المصرية

"شعب ابن نكتة بطبعه" تلك العبارة التى نسمعها كثيرا عن أبرز ما يميز الشعب المصرى وصفاته، فمنذ قديم الزمن والمصرى يبحث عن النكتة والفكاهة بتغير شكلها وأساليب بروزها، فالمجتمع المصرى بيئة مناسبة لخروج الفكاهة والنكات المضحكة حتى فى أحلك المواقف وأصعب الظروف التى تمر عليه. فعلى مدار سنوات كثيرة تطورت شكل النكتة وتغيرت أساليب التعبير عنها عن طريق وجوه مصرية أثرت ذلك الفن ويعلمها المصريون عن ظهر قلب، يقولون إن لكل زمان نكتته ولكن مع الشعب المصرى لا يوجد قواعد لذلك فنحن "صنايعية" فى كيفية إخراج النكتة من رحم أى موقف. المونولوج فن المونولوج هو أحد أشكال التعبير الفنى الساخر باستخدام الموسيقى والحركات الضاحكة على المسرح، حيث ازدهر ذلك الفن فى الأربعينيات والخمسينيات على أيدى مشاهير فن المونولوج فى مصر مثل إسماعيل يس ومحمود شكوكو وثرية حلمى. فكانت تضاء أشهر المسارح فى مصر كل ليلة بالعروض الخاصة بهؤلاء الفنانين واستخدم فن المونولوج فى عرض السخرية من المواقف الاجتماعية المختلفة فى الشارع المصرى أو ما يشغل الناس، وكان فنان المونولوج يشتهر بخفة الظل وحسن الطلة على الجمهور، بجانب ضرورة كونه وجهاً مألوفاً فى ملامحه لكل من يتابعه من الجمهور. ستاند أب كوميدى مع مطلع الألفية الجديدة ظهر فى مصر فن جديد يقترب من شكل طرح النكتة وهو يقترب من شكل المونولوج ولكن بدون موسيقى أو عروض مسرحية، وهو فن "ستاند أب كوميدى"، حيث يقف الفنان على المسرح مستعرضاً موضوعاً اختاره بنفسه من القضايا التى تشغل الناس فى شكل ساخر وأسلوب بسيط يدخل الضحك على قلوب من يتلقاه، وظهر فى ذلك الفن كثير من الشباب على المسارح أو الصالونات الثقافية الشهيرة، وقد يشتمل عرض الستاند أب كوميدى على فن التقليد مثل تقليد الشخصيات المشهورة والساسة الكبار ولعل أبرزهم تقليد "جورج وسوف"، و"أنور السادات"، ويعتبر تنسيق الكلمات وخفة الظل هما الصفتان الأساسيتان لمقدم الستاند أب كوميدى. الكوميكس بعد ثورة 2011 والطفرة التى حدثت فى القنوات الفضائية وطريقة تعبير الكثيرين عن آرائهم ظهر فن جديد من فنون التعبير عن النكتة ونقد الواقع والسخرية من أحوال المجتمع الغريبة، وهو شكل مختلف تماماً عن الطرق التى اعتاد عليها الشعب المصرى للنكتة. فالكوميكس عبارة عن التعبير عن السخرية بالصورة أو استخدام أشهر إفيهات الأفلام التى يعرفها الشعب المصرى عن ظهر قلب، وبعد مرور فترة من الوقت أصبحت الكوميكس هى نجم الشباك عند التعبير عن السخرية من أى موقف وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى . فأصبح الشباب عند التعبير عن سخريتهم من أى موقف على الساحة يلجأون لاستخدام الكوميكس، فعن طريق بعض الكلمات على الصور ستتعرض لموجة من الضحك وكأن الكوميك أعاد هيكلة شكل النكتة وأعطاها للمتلقى فى "كبسولة" مثيرة للضحك، تلك هى رحلة النكتة المصرية من المونولوج للكوميكس، تغير شكل التعبير الساخر عن الأمور وتجسدت النكتة المصرية فى صور وإفيهات أشهر الأفلام ولكن يظل الشعب المصرى وسط ذلك كله منبع الطرق المختلفة للتعبير الفكاهى والسخرية من الواقع مهما تغير شكل وأسلوب ذلك.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;