يبدأ اليوم وتدب الأقدام فى الشوارع، شريط سريع الرتم يجذبنا نحو أقدارنا كل يوم، ولكن على أحد أرصفة محطة قطار كانت تدور كواليس صورة اليوم، 3 فتيات بأعمار مختلفة بجلاليبهن السوداء وأصغرهن التى ترتدى إسدالا للصلاة اخترن أحد المقاعد على رصيف محطة القطار للاحتماء بالظل من أشعة الشمس بالمكان كله.
جلستهن "الحرة" التى عبرت عدم انتباهن لكل ما يدور حولهن حتى أن إحداهن ألقت بعبارة "لولا الملامة" خلف ظهرها وفردت "جناحها على الهوا زى اليمامة" مستلقية على حافة المقعد تستقبل أشعة الشمس الصافية، ملامحهن تدل على أحاديث خفية وجلسة تخللت تفاصيلها البحث فى أمر ما بجدية، بينما أصغرهن التى "رفرفت" على حافة المقعد فى عالم آخر لم تنتبه لكل ما يدور فى الخلفية، تاركة العالم يسير فى طريقه واتخذت من ذلك المقعد سندا لها.
ربما جلسن يسترحن من عناء المشى أو ربما ينتظرن شيئا ما ولكنهن حملن فى حقائبهن تفكيرا عميقا فيما سيأتى، بينما أصغرهن فى عالم آخر، تفكر فى عالمها الخاص وتهز كتف أكبرهن "انضمى إلىّ فى الرفرفة بعيداً عن هذا العالم" فصغر سنها جعلها أقلهن إحساساً بجدية الأمر الذى يدور بينهن وساعدها على كونها أكثرهن استمتاعاً بكل لحظة من يومها مهما كانت صعبة، استلقت بذلك الشكل ضاربة بكل حسابات "الملامة" عرض الحائط.
صورة اليوم تسللت لكواليس عالم خاص بتلك الفتيات اللاتى جلسن يبحثن فى أمر ما، بينما كانت أصغرهن تنقلب فى محاولة منها لرؤية العالم المحيط بها معتدلاً، ربما احتارت فيه وحاولت أكثر من مرة حتى لجأت لذلك المشهد.