رب صدفة خير من ألف ميعاد.. فنانة رسمت بورتريه لابنها فاكتشفت موهبتها

كانت تجلس مع ابنها فى وقت فراغها ممسكة بالورقة والألوان بعد أن اشترت العديد من أدوات الرسم لكسر ملل الروتين، فرسمت بورتريه لابنها "عمر" دون قصد منها واكتشفت موهبتها فى الرسم، ورغم وجود الموهبة لديها منذ الصغر إلا أنها لم تكتشف قدرتها على الفن قبل هذه اللحظة، لأن الأهل اهتموا بالحصول على الشهادة والدراسة على حساب الموهبة إنها الفنانة التشكيلية جيهان فوزى الذى تجاوز عمرها الفنى الـ 14 عاماً. سنوات طويلة قضتها فى دولة الإمارات منذ اللحظات الأولى لزواجها، تلك التى اكتشفت خلالها موهبتها الحقيقية فقررت تنميتها ورسمت العديد من اللوحات التى رسمتها، وبدأ العديد من أصدقائها فى شراء تلك اللوحات التى رسمتها بمفردها، إلا أنها قررت عدم بيع المزيد من اللوحات قبل أن تقوم بدراسة الفن باحترافيه، واتجهت إلى الـ " knowledge village" أو قرية المعرفة الموجودة فى دبى للدراسة، وتعلمت على يد فنانين إيطاليين وإيرانيين، وحصلت على دبلومة مدتها عامان ونصف. "أنا بحب الفن بشكل عام فقررت أخد كورسات كتير واشتغلت على نفسى وقريت وبحثت كتير، وبعدها بدأت أرسم وأنا فاهمة بعمل إيه وأخدت طريق الفن التجريدى لأنى حسيت إنى بعبر عن نفسى لأنه بيترسم بالإحساس" هكذا تحدثت جيهان مع انفراد، واستكملت حديثها قائلة إنها بدأت فى تدشين بعض المعارض بعد تلك الخطوة، وكان أول معرض بعنوان "سيدة الصحراء" ونجح نجاح كبير. لم تنسى جيهان بلدها مصر التى تعشقها أثناء نجاحها فى مجال الفن خارجها، وظهر ذلك جلياً بعد أن قررت عمل معرض بعنوان "تحيا مصر" عام 2014 للمساهمة فى النهوض بالاقتصاد المصرى، وتبرعت بالعائد الذى حصلت عليه من هذا المعرض للصندوق الذى كان يحمل نفس اسمه "تحيا مصر"، وكان السفير شريف البديوى من الشخصيات المهمة التى حضرت المعرض ودعمته بشكل كبير وقتها. بدأت فكرة "تحيا مصر" فى غضون الثورات المصرية، فذهبت إلى القنصلية فى دبى واتفقت معهم على إقامة المعرض، وجمعت الفنانين المصريين الموجودين هناك، وقررنا عمل المعرض، وبالفعل نجح نجاحاً باهراً، ومنذ ذلك الوقت بدأ يعرض على العددي من المعارض العالمية فى إيطاليا وأمريكا والهند والصين وروسيا، وكان بمثابة "فاتحة خير". خطوة أخرى قررت جيهان فوزى أن تخطوها لتدعيم الفنانين المصرين، تلك التى قررت من خلالها عمل معرض غير ربحى أطلقت عليه اسم "جيهان فوزى للمتميزين"، ذلك الذى تم إقامته منذ أيام قليلة وجمعت فيه صغار الفنانين المصريين لتقديم أعمالهم إلى الجميع، واتفقت مع جاليرى فى دبى على أن يكون داعماً للمعرض رغم أن مالكه فلسطينى الجنسية، إلا أن قرر شراء أعمال هؤلاء الفنانين المبتدئين. شارك العديد من الفنانين أيضاً فى المعرض الذى أقامته فى مصر مؤخراً، مثل الفنان معتز كمال، والفنان وجيه وهبة أسامة، والأستاذ محمد عبد الفتاح، وفريدة درويش قدمت كورس لتعليم الفنانين مجاناَ، ومحمد الأزهرى كذلك، بالإضافة إلى الأستاذ محمود الجرف، والأستاذ ياسر الفرة الفلسطينى الجنسية والذى يعيش فى دبى وقرر أن يأخذ 4 لوحات من الموجودة لعرضها فى معرض سنوى اسمه "world art dubai"، و3 دروع من الكريستال للفائزين، و63 شهادة تقدير للفنانين المشاركين فى المعرض، وكان أول معرض يحصل فيه كافة المشاركين على هدايا وليس الفائزين فقط. وعن حلمها قالت إنها منذ البداية لم تتلقى أى دعم خاصة وأنها اختارت الفن التجريدى الذى لا يفهمه الكثير من الأشخاص، لذا صممت وقتها العمل على موهبتى ودعمها بالدراسة والممارسة، لذا أحلم بالوصول للعالمية وأن أصبح أشهر وأغنى فنانة تشكيلية فى العالم، وكل لوحة أو معرض أخوضه يصبح إضافة لى.