حياة مختلفة التفاصيل والملامح تعيشها البنت الصعيدية، وشخصية خاصة بها تتكون وفقًا لبيئتها ونشأتها، قد تتشابه تقاسيم وجوه الفتيات المصريات ولكن تختلف الأحلام والطباع بحسب المكان، وصورة اليوم تنتقل لمشهد من "عالم البنات" ولكن فى صعيد مصر.
التقطت عدسة الكاميرا تلك الصورة لفتاة ترعى الغنم بمحافظة قنا، راحت تدب على تراب الطريق خلف غنمها بملامحها السمراء وملابسها الجنوبية المميزة،، ربما تكون فى طريقها للمرعى أو تتجول بها لتلتقط الأغنام بعضاً من الطعام فى الطريق ولكن بالطبع هى رحلة غنية تزاولها تلك الفتاة كل يوم فتشكل شخصيتها وتحفر فى وجدانها فتخرج لنا بتلك الفتاة متحملة المسئولية منذ سنوات طفولتها.
صورة اليوم
بالرغم من كونها طفلة إلا أنها اعتادت على ذلك منذ طفولتها فبالطبع أن لأسرتها وطبيعة بيئتها دور كبير فى فرض ذلك عليها ولكن من قال إن أحلام "البنات الشقية" لا تراود أفكارها، تلعب وتلهو مع صديقتها ولكن عند الصباح لا صوت يعلو فوق صوت رعاية الأغنام، فلكل وقت آذان كما يقولون، أرى فى ملامحها الطفولة الممزوجة بالنضج، تفيض براءة وتكتسى احتكاكاً بالبيئة المحيطة بها، تكرر رحلتها عند كل صباح وربما أكثر من مرة على مدار اليوم ولكنها لا ترجع لبيتها دون جدوى بل تتشكل شخصيتها وينضج عقلها محتفظة بالجانب الآخر من عالمها الخاص بها وحدها دون أن يظهر للآخرين.