يثبت الشارع المصرى دائمًا أن حكاياته كتاب واسع لن تنتهى أبدًا، يحفر كل شخص فى صفحاته تفاصيل حياته ومشواره كل يوم، فى شارع الألفى بمنطقة وسط البلد يتجول ذلك البائع كل يوم باحثًا عن صاحب المزاج "الرايق" الذى ما زال يبحث عن راديو لشرائه.
ذلك الراديو الذى تربينا عليه جميعًا نستيقظ على أنغامه عند الصباح ويودعنا بأنغامه عند باب المنزل ويستقبلنا بأثير برامجه عند العودة، حمل بعض من أجهزة الراديو فى حقيبة على كتفه وسار بين الناس معلنًا عن بضاعته التى احتضنتها كفوفه.
صورة اليوم لوجه صبوح وملامح هادئة وبضاعة تمثل كل ما يملك من رأس مال، يطوى الأرض بالخطوات عارضًا بضاعته ومميزاتها، حتى يرتب له القدر مقابلة بعض الزبائن فيبتاعون منه الراديو، يعمل فى تلك المهنة لسنوات طويلة ويدلف لشوارع القاهرة كل يوم على باب الرزاق فيحتضنه الله برعايته ويسخر له من يشترى منه ويلهمه الصبر والقوة على استكمال مشوار بحثه رزق اليوم الذى يعينه على مطالب الحياة.