تغيب الأجساد وتبقى الروح حاضرة، هذا ما يمكنك قوله حينما تذهب إلى مقهى "عم غزال" الذى طالما ملأ صوته أرجاءها، سكنت الحركة واختفى الصوت تمامًا ولم يتبق سوى علامات حزن وذكريات يحكيها جيرانه تارة ترتسم بسمة على شفاهم وتارة أخرى تشفق عليهم دموعهم، هذا هو الحال الآن بعدما رحل عم "غزال" عن عالمنا وترك روحه وذكراه بين جيرانه.
جيرة وعشرة 45 سنة مع عم "غزال" حكى عنها الفنان "سيد صادق" لـ"انفراد" وقال:يأتى فى الخامسة صباحًا ويرحل فى التاسعة مساءً هذه هى عادة "عم غزال" التى لم يفارقها منذ أن كان "صنايعى" بالمقهى إلى أن ألم به المرض واضطره لملازمة الفراش ثم وافته المنية، مشيرًا إلى أن القهوة بالأساس كانت مملوكة لشخص "يدعى حسيب" وكان "ياسين" و"غزال" أخوان يعملان عنده، وبعدما توفى "حسيب" اشترى "ياسين" المقهى لكن "غزال" هو من شهرها بحركته الخفيفة ونظافته التى علمها لصبيانه أيضًا وتعامله الراقى مع الزبائن، وصوته المميز الذى تسمعه فور أن تطأ قدماك الممر.