"روبابيكيا" مشروع شباب هندسة عين شمس لتنمية عزبة أبو قرن بالورق والهدوم القديمة

تفاصيل معتادة تتبادر لذهنك عند تذكر سنوات الدراسة الجامعية، فحضور المحاضرات والمذاكرة، وكثير من الملامح التى يمر بها أى طالب جامعى، ولكن هناك جانبا مضيئا بجانب الدراسة يتاح للطالب الجامعى، يُرسم أمامه ويصبح فى أحيان كثيرة طريقه فى المستقبل. "روبابيكيا" واحد من النقاط المضيئة فى واحدة من كبرى كليات الهندسة على مستوى مصر، حيث تبنى طلاب كلية الهندسة بجامعة عين شمس مشروع "روبابيكيا"، والذى يجمعون من خلاله الورق القديم، والملابس الفائضة عن حاجة الطلاب، واستخدامها فى إعادة التدوير للتنمية المستدامة بعزبة أبو قرن بمنطقة مصر القديمة. ويعتبر المشروع واحدًا من ضمن برامج تقدمها مؤسسة "علشانك يا بلدى"، والتى أطلقت عام 2002 بـ 12 فرعا فى الجامعات المصرية، ومهمة كل فرع المسئولية عن تنمية ونهوض منطقة من المناطق المحتاجة للتطوير بمختلف أشكاله على مستوى محافظات مصر. فتقول "سها محمد" مسئول العلاقات العامة للمشروع لـ"انفراد" إن ذلك هو العام الثانى على التوالى لإطلاقه، وما لاقاه من تفاعل ونجاح ساحق فى العام الماضى شجعهم على إطلاقه هذا العام، مضيفة أن أكثر من 300 طالب يشاركون فى جمع وفرز الورق والملابس القديمة من الطلبة والمعيدين، واستكملت حديثها أن الورق يدخل فى قطاع إعادة التدوير والعائد ينفق فى أعمال تطويرية للعذبة، أما الملابس فتفرز جيدًا وينظم بها معرض لبيع الملابس بأسعار رمزية لأهالى عزبة أبو قرن تحت شعار "كسوة"، حيث أطلق الطلاب المشروع من بداية الأسبوع الحالى ويستمر لنهاية الأسبوع وبعد ذلك تبدأ أعمال الفرز. وعن تفاعل الطلاب مع المبادرة تقول سها إن هذا العام يعتبر جيدا جدًا فى أيام إطلاق المبادرة الأولى، خاصة أن هذا الوقت قارب على انتهاء الفصل الدراسى الأول وهو ما جعل الطلاب فى حاجة للتخلص من الأوراق والكتب القديمة لديهم، مضيفة أن العام الماضى أغلق المشروع بابه على تجميع 3 أطنان من الأوراق وهو ما أسعد القائمين على المشروع للغاية. "الناس فى عزبة أبو قرن بقوا أكتر من أهلنا وبناكل فى بيوتهم" بتلك الكلمات عبرت سها عن ارتباط القائمين على المشروع بأهالى العزبة، حيث أصبحت وجوههم محفوظة لديهم، فروبابيكيا ليس المشروع الوحيد الذى يقدمه الشباب، بل يقدمون "زيتونة" أيضًا، وهو المشروع الذى يهدف لتعليم أطفال العزبة تعليمًا جيدًا بحسب الفئة العمرية، فهذا المشروع لم يعد مجرد نشاط طلابى بل أصبح جزءا أصيلا من شخصية كل من يعمل فيه، فبحسب ما تقول سها فإن الكثير من الطلاب يستمرون فى التطوع وتنمية المنطقة المسئول عنها الفرع فى الجامعة حتى بعد التخرج وهذا ما يسعد كل القائمين على المبادرة للغاية.