كثيرٌ ما تشهد ساحات محاكم الأسرة عدد لا حصر له من قضايا الطلاق التى لا يقع فيها ضحايا سوى أطفال لا ذنب لهم فيما يحدث، لكنهم مضطرون لمعايشة هذه الأجواء، ولا ينقضى الأمر بمجرد إصدار حكم الطلاق فحسب، بل تأتى الصعوبة على الأم والأب والطفل فى أولى جلسات الرؤية التى غالبًا تكون بين الأب وطفله لأن الأم تبقى الحاضنة فى معظم الأوقات، باستثناء بعض الحالات النادرة فقط.
وفى المرة الأولى التى يرى فيها الطفل والده خلال جلسة الرؤية يكون بحاجة إلى تهيئة نفسية حتى يسير الأمر بشكل طبيعى فيما بعد، وفى هذا الصدد تحدث الدكتور "إبراهيم مجدى حسين"، استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان لـ "انفراد" وقال إن هناك دورا للأب والأم فى هذه المرحلة حتى يعبرها الطفل بدون أثر نفسى سلبى.
وأشار مجدى حسين، إلى أن كثيرا من الأمهات يرتكبن خطأ كبيرا وهو نقل مشاعرهن السلبية للطفل، وبالتالى يذهب الطفل إلى رؤية والده وداخله نفور وغضب منه، ثم يقع الأب فى الخطأ الثانى أثناء حديثه مع طفله من خلال بعض الجمل مثل "أمك قسيتك عليا"، كذلك طريقة الاستقطاب من خلال جلب الهدايا واستجابة الطلبات التى ترفضها الأم، بالإضافة إلى توجيه أسئلة للطفل من خلال "جدتك بتقولك ايه عليا؟"
ووجه دكتور إبراهيم مجموعة من النصائح للتعامل مع الطفل فى هذه المرحلة، من أبرزها:
1-تحكم الأم فى نفسها وعدم نقل مشاعرها السلبية إلى طفلها، حتى لا يؤثر على تعامله مع والده.
2-التنسيق بين الأب والأم فى مطالب الطفل المادية، وتحديد الجزء الخاص بكل طرف حتى لا يتم استقطاب الطفل بهذه الطريقة.
3-على الأب أن يتعامل بتحضر مع هذا الأمر، ويتعامل مع الطفل بالتدريج فلا يسير خلف بعض الأوهام مثل "ابنى مش بيحبنى"، ويبذل مجهود ليتقرب من طفله حتى لا يرى الأثر السلبى منعكسًا على طفله فى مرحلة المراهقة.
4-ابتعاد الأم عن طريقة توصيل مفاهيم ومشاعر خاطئة لطفلها من خلال بعض الجمل مثل "بابا مش عاوز يشوفك".
5-للطفل مابين 3 و 4 سنوات يجب أن تفهمه الأم بشكل تدريجى بكلمات بسيطة مثل "انا وبابا سيبنا بعض"، و مساعدة طفلها على التقرب من والده وعدم الحديث عنه بشكل سىء، ومع كبر عمره تبدأ فى زيادة وعيه بالأمر بشكل تدريجى.