من المطبعة لـ البلكونة.. "عم محمد" 27 سنة توزيع جرايد فى زمن المواقع الإخبارية

وسط تطور سريع لشكل المهن ووظائف هزمتها التكنولوجيا، تظل مهنة عامل توزيع اشتراكات الصحف واحدة من المهن الثابتة على موقفها، رغم تغير الأحوال وأشكال المهن من حولها، فرغم اندثار أشكال كثيرة من المهن لما حدث من طفرة تكنولوجية فى مجال الصحافة والتسويق، إلا أن هناك بعض النماذج التى ترفض التخلى عن الجرائد المطبوعة فى موجهة سرعة المواقع الإخبارية. "محمد مصطفى" الرجل الأربعينى الذى أعطى مثالًا حيًا لأحد العمال فى مهنة توزيع الجرائد، تحدث لـ"انفراد"، عن عشرته الطويلة مع مهنة توزيع اشتراكات الصحف، "27 سنة بوزع الصحف على العملاء، والناس فى مدينة نصر حفظونى".. بتلك الكلمات البسيطة عبر عم محمد عن عشرته الطويلة مع مهنة توزيع اشتراكات الصحف، فمنذ حصوله على المؤهل المتوسط، انضم لإدارة الاشتراكات فى مؤسسة الأهرام ليصبح أحد أهم عمال التوزيع منذ عام 1990. ويتحدث عم محمد عن تفاصيل يومه قائلًا: "ببدأ يومى من الساعة 5 الفجر، بجهز الصحف، وأركز فى أماكن توزيعها وأخرج متوكل على الله"، فمن الخامسة فجرأ يبدأ عمله مستقلًا الموتوسيكل الذى أصبح عشرة عمر لا تفارقه أبدًا ورفيق دربه طوال اليوم، فيمر بين شوارع منطقة مدينة نصر موزعًا الجرائد على العملاء المشتركين فى ذلك، 6 ساعات يقضيها فى توزيع الصحف بين تسليم بالأيدى ووضع للجرائد أمام أبواب الشقق والمكاتب، وبين إلقاء الجرائد فى البلكونات "بحرفنة" واصفًا ذلك أن الزبون هو من يتفق على طريقة تسلم الجرائد. "التكرار بيعلم الشطار وياما وقعت منى جرايد وأنا بحدفها للبلكونات"، بضحكة صافية ونبرة صوت تخللتها الدعابة تحدث عم محمد عن بدايته فى تلك المهنة، عند إلقائه للجرائد فى بلكونات العملاء وسقوطها أحيان كثيرة، ليصبح محترفًا مع مرور الوقت بالممارسة كما يقول. وعما تتطلبه المهنة يقول عم محمد: "أهم حاجة الأمانة والذهن الحاضر"، فمهنته تتطلب الأمانة فى تسليم الجرائد للعملاء، وتحصيل رسوم الاشتراكات منهم فى أحيان كثيرة، بالإضافة للذهن الحاضر لتذكر الطريق وتوزيع العملاء ومواعيد تسليم الجرائد لهم. ويتحدث عم محمد عن فترة أحداث ثورة يناير والتى وصفها بالفترة الصعبة، التى أضطر فيها عمال التوزيع لاصطحاب الموتوسيكلات لبيوتهم حتى مرت أحداث الثورة فعادوا لتسليم عهدتهم مرة أخرى فى الجراج، " فضلنا شغالين فى الظروف الصعبة، ودافعنا عن مهنتنا وكانت حياة أو موت بالنسبالنا"، بتلك الكلمات وصف عم محمد ما مر به من مواقف خلال أحداث الثورة، وبالرغم من ذلك ظل يجول فى الشوارع ليتم مهمته بكل أمانه. مزيج من المواقف الفكاهية والصعبة يقابلها كل يوم أثناء سير عمله، وكثير ما يتعرض الموتوسيكل للعطل، بينما هو يتعامل مع الأعطال البسيطة ويكمل مسيرته. ساعات طويلة يقضيها "عم محمد" فى توزيع اشتراكات الصحف، حتى يعود لمكان انطلاقه للجراج مرة أخرى فى الثانية عشر ظهرًا، ليبدأ فى التحضير لليوم التالى، وتجهيز كل شىء لبداية رحلته مرة أخرى فى الخامسة فجرًا، ويعود لمنزله فيبدأ يومه مع أسرته فى الواحدة ظهرًا، فهو أب لـ3 أبناء فى عمر الشباب، روح مصرية خفيفة، ومهنة لا يعرف الكثيرون عن تفاصيلها، تمكنت من الصمود والتواجد فى زمن التطور التكنولوجى، واندثار مهن كثيرة نتيجة لذلك.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;