فى ذكرى وفاة ماما نونا.. 5 نماذج للأم المصرية قدمتها كريمة مختار

عام مر على رحيل أفضل من جسدت دور الأم فى السينما والدراما والمسرح المصرى، اسمها الحقيقى "عطيات محمد البدرى"، ولدت بالقاهرة فى 16 يناير عام 1939 لعائلة تنتمى لصعيد مصر، وبصوتها الدافئ وملامحها المصرية الهادئة تمكنت الفنانة كريمة مختار من تجسيد دور الأم فى الفن المصرى بأداء رائع، وطلة تجعلك تشعر وكأنها تجسد طبيعتها وليس دورًا فى أحد الأعمال الفنية. يحل اليوم الذكرى الأولى لرحيلها، بعدما أثرت السينما والدراما والمسرح المصرى بأدوار مؤثرة لأشكال مختلفة، ولكن برعت بشكل واضح فى أداء دور الأم المصرية بمختلف أنماطها،فجمعت بين الحنان تارة، وظهرت بالقسوة تارة أخرى. وجسدت الأم التى ظلمها ابناؤها فى أدوار أخرى، لتهدينا أعمالًا فنية من أفضل من قدمت دور الأمهات فى السينما والدراما المصرية، ولأنها كانت دائمة الحرص على اختيار أدوارها بعناية كبيرة، وتعى دائمًا قيمة ما تقدمه لجمهورها، وتمكنت الفنانة كريمة مختار من تجسيد أنماط مختلفة للأم المصرية من خلال أعمالها ولعل أبرزهم: الأم الطيبة جسدت الفنانة كريمة مختار عام 1980 دور الأم فى فيلم "رجل فقد عقله"، مع الزعيم عادل إمام وإكرامى والفنان فريد شوقى، وأعطت مثال للأم الساذجة التى تصدق أكاذيب زوجها، والتى تنساق خلف أفعال أبنائها لتقويم سلوك أبيهم قبل أن يفقد ثروته بسبب حبه للنساء، وهو النموذج الذى لا ينفصل عن واقع البيت المصرى، حيث تجد الكثير من الأمهات من يشبهن دور الفنانة كريمة مختار فى هذا الفيلم، واللائى يقعن ضحية طيبتهن المفرطة فى أحيان كثيرة. الأم القاسية على ابنائها أما فى فيلم "الليلة الموعودة" مع الفنان فريد شوقى والفنان أحمد ذكى قدمت كريمة مختار دور ونمط مختلف للأم القاسية على ابنائها، والتى تبخل عليهم بمالها وحنانها، حتى تقع فى مصيدة نصاب يحتال على أموالها وينصب عليها تحت اسم الزواج، ولكن ابنائها لا يتركونها تقع ضحية له وينقذوها منه، وهو نموذج تجده بين الكثير من القصص الواقعية أيضًا. الأم المصرية الناصحة ولعل أشهر ما قدمت الفنانة كريمة مختار لأدوار الأم هو دورها فى فيلم "الحفيد"، حيث الأم المصرية المدبرة، والتى تسير بيتها كيفما تريد بالتدبير والحكمة، كما قدمت فى الفيلم نفسه نمط للحماه الواعية والتى لديها كلمة مسموعة لدى أزواج بناتها. الأم المقهورة أما دورها فى فيلم "ساعة ونصف" كان من أكثر الأدوار تأثيرًا وشجنًا، حيث الأم التى تركها ابنها فى أحد القطارات وترك معها جواب يحتوى على عبارات أن من يقابلها يضعها فى أى دار للمسنين، وهو الدور الذى سلط الضوء على جانب كبير لذلك النمط من الأمهات اللاتى يضحين بكل ما لديهن من أجل ابنائهن، بينما لا يستقبلن سوى القسوة والجحود كجزاء لما قدمن من إحسان لهم. ماما نونا كان أبرز أدوارها فى تقديم نمط الأم الحنون التى يرتبط بها ابنها بشكل كبير، والتى تقوم بتدليله حتى بعد أن كبر وأصبح لديه أحفاد أيضًا، اسم ولقب ارتبط بها، فأصبح الجميع يعرفونها بـ "ماما نونا"، وكأنه أصبح رمز للحنان والعطاء اللامنتهى للأم المصرية.