تحمل كل وزيرة يتم ضمها للحكومة آمالًا وأحلامًا تريد تحقيقها فى ملفات وزاراتها، وترى حقيبتها الوزارية ليست مجرد منصب بل تكليف تتمنى لو أن الساعة تضم 100 دقيقة وليس 60 فقط لتكمل فيه مهمتها.
ما بين الرحيل المبكر لبعض الوزيرات وأخريات مكثن فى منصبهن طويلا، تأتى السفيرة فايزة أبو النجا لتضرب الرقم القياسى فى الاستمرار والحفاظ على منصبها وكرسيها بمختلف الحكومات المصرية، وهو ما يعد نموذجًا أمام وزيرات حكومة المهندس شريف إسماعيل التى ضمت وزيرتين جديدتين لها هماإيناس عبد الدايم للثقافة ورانيا المشاط للسياحة، فضلًا عن وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى، ووزيرة الاستثمار والتعاون الدولة سحر نصر، ووزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى هالة السعيد، ووزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج نبيلة مكرم.
ظلت فايزة أبو النجا أيقونة للمرأة المصرية التى استطاعت أن تثبت للعالم داخليًا وخارجيًا أنها على قدر المسئولية، فتم تعيينها وتكليفها كوزيرة منذ عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، مرورًا بجميع الحكومات المتعاقبة بعد ثورة يناير، فيما عدا حكومة هشام قنديل فى فترة حكم الإخوان.
ودخلت فايزة أبو النجا الوزارة للمرة الأولى فى عام 2001 حيث تولت منصب وزير الدولة للتعاون الدولى فى حكومة عاطف عبيد، وكانت أول سيدة يتم تعيينها فى هذا المنصب، واستمرت فى منصبها خلال حكومة أحمد نظيف حتى ثورة 25 يناير، لتفرض بقوتها وجودها مرة أخرى خلال وزارات ما بعد الثورة فى حكومة أحمد شفيق وعصام شرف ثم حكومة كمال الجنزورى، إلى أن تم اختيارها فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى لمنصب مستشار الرئيس للأمن القومى فى نوفمبر من عام 2014.
نجاح أبو النجا فى الحفاظ على حقيبتها كان نتيجة عدة مقومات، يأتى على رأسها خبرتها الدبلوماسية الكبيرة التى بدأت عام 1975، والتى جعلت لها ثقل دولى أهلها إلى احتلال المركز الـ19 فى قائمة مجلة "فورين بوليسى" لأقوى 25 امرأة فى العالم فى عام 2012.
جرأة فايزة أبو النجا جعلت الجميع ينظر إليها ليس من منظور أنها امرأة بل من منظور أنها شخصية قوية ووطنية سجلت أقوى المواقف فى وجه الولايات المتحدة الأمريكية فى الدفاع عن مصر وصورتها أمام العالم.