لكل شيخ طريقة.. دكتورة أسنان تستخدم أدواتها الطبية فى صناعة مجسمات من الصلصال

"لكل شيخ طريقة" تلك الجملة التى يمكنها أن تفسر أشياء كثيرة نواجهها فى حياتنا، فقد يقوم مجموعة كبيرة من الأشخاص بنفس الشيء ولكن كل بطريقته الخاصة، وهذا ما فعلته الدكتورة نورهان سمير التى أَحَبَّت الرسم والأعمال اليدوية منذ نعومة أظافرها، الأمر الذى استمر معها ولازمها خلال مراحل عمرها المختلفة، وبعد أن تخرجت من كلية طب الأسنان وأصبحت تمارس عملها كطبيبة، قررت عمل مشروعها الخاص بعيدًا عن الطب، ذلك الذى اختارت له اسم "store.eg"، الذى تقوم فيه بتشكيل مجسمات من الصلصال. "موضوع الصلصال جه بالصدفة لما عجبتنى حاجة معمولة بالـ polymer clay ودورت عليها كتير وماكنتش لاقياها وبعدين صاحبتى جابتهالى هدية فى عيد ميلادى.. ووقتها قررت أتعلم لوحدى أونلاين من على اليوتيوب" هكذا قالت نورهان لـ "انفراد" عن مشروعها للهاند ميد الذى استخدمت فى عمله أدواتها الطبية. لم تكن فكرة تعلم الصلصال فى البداية قرار، بل كانت مجرد تجربة أرادت من خلالها معرفة كيفية القيام به، ورغم أن النتيجة كانت فى البداية غير مرضية، إلا أنه سرعان ما تطور الأمر معها وأصبحت قادرة على عمل أشكال تنال إعجاب كل من يراها، وعن الأدوات قالت إن هناك تشابه كبير بين أدواتها التى تستخدمها فى علاج الأسنان وتلك التى يمكن استخدامها فى الصلصال، لذا قامت بمزجهم سويًا، حيث استخدمت الـ ball burnisher الذى يستخدم فى الحشو لعمل عيون مجسمات الصلصال، وكذلك الـ carver الذى تنحت باستخدامه الأسنان، أما الـ condensation silicon الذى يستخدمه الطبيب فى الحصول على مقاسات الأسنان للحالات التى تتطلب عمل "الطربوش" فاستخدمته فى عمل قوالب لأشياء حقيقة، تلك التى تساعدها على عمل مجسمات تطابق الأشياء نفسها على الطبيعة. اقتصر الأمر وقتها على فكرة قضاء الوقت والتسلية وقت الإجازة حتى لا يشغلها عن دراستها للطب، ولكنه بعد التخرج ومع وجود وقت فراغ لأنها لا تذهب للعيادة بشكل يومى أصبح لديها الوقت الكافى لتطوير مهارتها فيه وتحويله من مجرد هواية إلى مشروع، وبمساعدة أخيها الذى كانت يمتلك صفحة لشغل الأنيميشن بدأت عرض منتجاتها عليها. قالت نورهان: "الطب اللى جه الأول قبل الصلصال وكان حلمى أدخل طب بشرى بس ربنا اختارلى أسنان، وأهلى دايما بيشجعونى، وافتكر لما قررت أجيب فرن علشان الصلصال كل اللى اعرفهم سألونى أهلك مقالوش حاجة!.. ميعرفوش إن بابا وماما هما اللى راحوا جابوه أصلًا وبيشتغلوا معايا لما يكون فيه ضغط شغل" وأضافت أن إعجاب العديد من الأشخاص بالقطع التى كانت تشكلها من الصلصال وسؤالهم عن سعرها هو ما دفعها للتفكير فى بيعه، خاصة وأنه خلال تلك الفترة لم يكن هناك عدد كبير ممن يجيدون تلك المهنة. وعن أول الأشياء التى شكلتها بالصلصال قالت إنها صنعت مصاصة وفراولة، وإن شخصية "مولان" من أكثر الأشياء التى صنعتها بالصلصال قربًا لقلبها، وأن تشكيل الصلصال يتطلب أوقات مختلفة، فقد تنجز قطعة فى ربع ساعة وأخرى فى 4 ساعات، وفقًا لشكلها وحجمها، وعن أبرز المواقف التى لا تنساها قالت: "واحدة طلبت منى أوردر وعملته وسلمته ليها، وبعدها كانت عاملة قايمة للناس اللى هتدعيلهم فى ليله القدر وكان اسمى منهم مع إنها ما شافتنيش غير وأنا بسلمها الأوردر وانبسط انى جيت فى بالها". وعبرت الدكتورة نورهان سمير لـ "انفراد" عن حلمها قائلة إنها ترغب فى أن تصبح متمكنة بدرجة أكبر فى عمل الصلصال، وأن يكبر المشروع ويصبح أكثر شهرة.