بالألوان الطبيعية.. شيماء رسمت على الفخار ومشروع عمرها ابتدى "بقُلة"

غرفة صغيرة فى منزل والديها قضت فيها سنوات عمرها التى لم تتعد الـ 26 عامًا وهى تحاول أن تضفى عليها بهجة مختلفة تجعلها مميزة عن كل غرف المنزل، الذى بمجرد دخولك إليه يجذبك باب غرفة ملون ومزخرف بشكل جعل منه علامة تدل على أن صاحبتها شخصية مميزة تمتهن الفن وتستنشقه، للدرجة التى تدفعها لتلوين كل ما يصادفها فى الطريق بداية من الكراسى والحوائط والأبواب وحتى الأثاث، وصولًا للفخار الذى تعشقه أو "القُلة"، تلك هى قصة الفنانة شيماء بركات التى تخرجت فى كلية الفنون الجميلة. بدأت فكرة مشروع "حن عالقُلة" بعد حيرة دامت حوالى 4 سنوات، حين قررت شيماء أن تبيع لوحاتها بعرضها على "جاليرى" فنصحها صاحبه بأن تحاول توظيف فنها فى شيء مختلف غير اللوحات التى تحتاج لوقت طويل حتى يتم بيعها، فجلست تفكر فى كيفية تحقيق ذلك، وفى النهاية تخلت عن الفكرة وقررت الرسم لنفسها وأصدقائها، حتى جاءت الصدفة التى دفعتها لتغيير شكل الكراسى التى تمتلكها فى غرفتها. تتحدث شيما لـ "انفراد" قائلة: "اتولدت وعيشت فى دمنهور، واشتغلت سنة ونص تقريبًا فى معهد بالإسكندرية كمعلم للرسم، وكنت بقعد ارسم مع نفسى لحد ما رسمت على الكرسى اللى فى أوضتى اسكيتش وشيرتها على الفيسبوك ولقيت الفكرة عجبت الناس وبيطلبوا منى أرسم على الكراسى اللى عندهم". وتضيف أنها كانت ترسم على أى شيء يصادفها، كالأبواب والحوائط وزجاجات العصير، فكنت أرسم على كل ركن فى غرفتى للدرجة التى كانت تدفع والدتى للمفاجأة، فقد تنام وتستيقظ لتجد أن إحدى قطع الاثاث الموجودة فى المنزل قد تغير شكلها ولونها، ولأننى أحب الطين والخزف والتراث قررت تجربة الرسم على "القُلة". "بحب الطين وبحس إننا منه فرسمت عليه"، هذه كل الحكاية بحسب رواية شيماء، فبدأت الرسم على "قُلة" ونشرتها على صفحتها الخاصة على فيسبوك لتجد إقبال كبير وانبهار من كل الأشخاص، وطلبات ترسل إليها من أجل امتلاك قطعة من القطع التى ترسم عليها لوحاتها من أجل استخدامها فى الديكور. كانت لوحة "فان جوج" التى تحمل اسم "ليلة النجوم" هى البداية التى قادتها لمشروع "حن عالقُلة"، وعن مراحل التلوين التى يحتاجها الرسم على الخزف والطين تقول إن الأمر يمر بأكثر من مرحلة، فتبدأ بتنظيفها ثم صنفرتها وغسلها، وتركها لمدة 3 أيام حتى تجف قبل أن تضع عليها "البطانة" التى تمنع امتصاصها للألوان، وفى النهاية تأتى مرحلة الرسم عليها. ازداد الطلب على شراء الفخار المزخرف من قِبَل شيماء، ويطلب منها البعض عمل مجموعات من الفخار مكونة من 3 قطع لاستخدامها فى الديكور، وتنوى رسم لوحاتها على مجسمات أكبر مثل "الزير"، وعن سر اختيارها لاسم مشروع "حن عالٌقُلة" قالت إنها تحب الأغنية كثيرًا، فصلًا عن إحساسها بأنها "حنت" عليها بالفعل وأعادت لها مكانتها باستخدام الريشة والألوان.