من طابور معرض الكتاب.. الأمهات بتشدد ع" الميزانية".. والسيلفى بيكمل اللمة

انزل محطة أرض المعارض..التزم بقواعد الزحام التى تجبرك على صعود الدرج للخروج من بوابة المترو ببطء، على جهتك اليسرى ستجد بوابات معرض الكتاب تفتح أحضانها للزائرين، توجه إلى أى من البوابات وقف فى الطابور لتعش دقائق لا يعرف تفاصيلها سوى رواد هذا المعرض. طابور طويل لا يمكنك الخروج على قواعده يتقدم كل بوابة ووجوه يظهر على بعضها قليل من الملل، سرعان ما يذوب بين الأحاديث المطولة والعلاقات التى تنشأ فى قلب هذا الطابور، الزائرون الجدد ستعرفهم سريعًا من ملامح الانبهار والتشوق لرؤية هذا العالم من الداخل، لكن رواد المكان يغنى عن التعريف فستجدهم يقومون بدور المرشد الذى يجيب عن أسئلة الواقفين. بوابة 6 كانت مقصدنا التى قضت فيه "انفراد" بعض الوقت لنتعرف على ما يدور داخل هذا الطابور، الأحاديث هنا كانت متشابهة جدًا تدور حول 4 محاور، يبدأ أولها بين أفراد الأسرة الواحدة وتحديدًا بين الأطفال الذين يعتبرون زيارتهم هذه "فُسحة" إجازة نصف السنة يستمعون فيها إلى تعليمات الأمهات عن الميزانية المحددة لكل شخص و "كتب التلوين" و القصص كانت المطالب الأكثر تكرار على ألسنة الأطفال. مازلنا مع أفراد الأسرة الواحدة لكن الفئة العمرية الأكبر هى بطلة المحور الثانى من الحديث الذى يدور حول تحديد الكتب المستهدف شراؤها، وتقسيمها فيما بينهم ليتمكنوا من شراء كل ما يريدون، الشجارات الطريفة حول الشخص الذى سيبدأ قراءة كتاب بعينه كانت محط أنظار أفراد الطابور الذين تفاعلوا مع الحديث بجمل "متتخانقوش كله بالدور" و"ياريتكم بتتخانقوا ع المذاكرة كدة". "عاوزين نتصور كتير وناكل كمان"هذا هو المحور الثالث للحديث الذى يدور بين الفتيات، فزيارتهن إلى هنا لديها أهداف محددة تتلخص فى "سيلفى كتير" " هناكل إيه"، وأخيرًا حديثهن عن الكتب والروايات التى يتابعن صفحاتها على فيسبوك، ويتشوقن لاستكمال قراءة العبارات التى نشرت منها بشكل دعائى. "الهيئة العامة للكتاب عاملة تخفيضات، استنانى عند صالة3" هكذا كان المحور الرابع للحديث الذى يلعب فيه رواد المعرض دور البطولة، فهم على دراية كبيرة لتفاصيل دور النشر والأسعار، فور سماع الجمل السابقة انهالت عليهم الأسئلة ليتحولوا إلى "كتالوج" يحتوى على معلومات إرشادية عن الأماكن والأسعار وأفضل الكتب هذا العام، لاسيما أماكن بيع الكتب الخارجية الدراسية. هكذا انقضت النصف الساعة التى قضيناها فى طابور دخول معرض الكتاب الذى تقام دورته ال 49 حاليًا.