تعد قضية ختان الإناث، أحد القضايا الهامة التى تشغل بال المجتمع المصرى فى الفترة الأخيرة، بسبب تزايد معدلات انتشار الظاهرة مؤخرًا، وتسببها فى تأذى عدد كبير من الفتيات.
وعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة لهذه الظاهرة، إلا أن جهودها، لم تنجح بصورة كبير من الحد منها وانحسارها، إذ تظل الظاهرة منتشرة بصورة كبيرة خاصة فى الأماكن العشوائية والقرى البعيدة والتى يكون الفقر والجهل هو السيد بها.
العامل الأخطر فى هذه الجريمة بحق الفتيات المصريةن هو تحولها من جريمة، لعادة مجتمعية وثقافة سائدة فى بعض القرى فى المحافظات البعيدة، وتواطؤ الوالدين فيها، وبالتالى معدلات الكشف عنها ومجابهتها أقل من المتوقع والمرغوب فيه، فلا يتم فى الغالب التبليغ عن هذه الوقائع، ما عدا فى حالات تفاقم الأزمة ووفاة الفتاة التى يتم إجراء العملية لها.
مواقع التواصل الاجتماعى، زادت أهميتها فى الفترة الأخيرة، فى التوعية بالقضايا المختلفة، وزادت أهميتها كمنصات لانطلاق حملات للتوعية بقضايا معينة، ومنها بالطبع قضية ختان الإناث، والمجرمة فى القانون المصرى.
مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعى، مركز غير ربحى، دشن حملة عبر صفحته عبر موقع فيس بوك، لمجابهة الظاهرة المسيئة، تحت عنوان "ماينفعش"ن وذلك قبل يوم من اليوم العالمى لعدم التسامح مطلقًا إزاء تشويه الأعضاء الأنثوية 6 فبراير من كل عام.
وقالت الحملة التى دعمتها صفحة "women of Egypt" " ختان الإناث" أحد أشكال العنف التى تمارس على الفتاة والمرأة ، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه يتم تعريف هذا النمط من العنف على أنه - تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وتُعرفه بأنه "أى عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية"، وجاءت فكرة اليوم العالمى لعدم التسامح مطلقاً إزاء تشوية الأعضاء التناسلية للإناث 6 فبراير من كل عام ضمن فاعليات مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التى تؤثر فى صحة المرأة والطفل مايو 2005 ، وتبنت الفكرة الأمم المتحدة بعد ذلك ، ومنذ هذا التاريخ وأصبح 6 فبراير من كل عام هو يوم للتوعية عالمياً من أجل القضاء على انتشار واستمرار تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ، ووفقًا لهيئة الأمم المتحدة فإن عدد النساء والفتيات اللواتى تعرضن لتشويه أعضائهن التناسلية قد بلغ 200مليون نسمة ، هذا وقد سجلت مصر عام 2014 وفقاً للمسح السكانى الصحى ، نسبة بلغت 92% ممن سبق لهن الزواج ما بين الفئة العمرية 15 وحتى 49 مختونات ،وجاءت النسبة أن أكثر 50% من الرجال يؤيدون استمرارية ممارسة الختان، كما أن 68.6% من الشباب الذكور يؤيدون الممارسة وينوون ختان بناتهم فى المستقبل.
لذا فإن مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعى يعلن عن إطلاق حملة جديدة تحت عنوان (ماينفعش ) لتوجيه وبث رسائل توعوية للذكور عبر منصات التواصل الاجتماعى تزامناً مع اليوم العالمى لمناهضة ختان الإناث 6 فبراير 2018، للتعريف بالأضرار والمخاطر المترتبة على ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث من الناحية النفسية والصحة والاجتماعية والاقتصادية.
ويحاول مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعى خلال هذه الحملة ( ماينفعش ) خلق حالة من الجدل بين مستخدمى منصات التواصل الاجتماعى لزيادة الوعى والنقاش المجتمعى لرفض استمرار ختان الإناث.
الحملة أثارت الجدل وحققت انتشارًا على الرغم من تدشينها مساء أمس الأحد فقط، وبدأ رواد فيس بوك، بتغيير إطار صورتهم الشخصية للتفاعل مع الحملة، وبدأوا التدوين بالفعل لدعم الحملة وتشجيعها.