سمعنا كثيرًا عن آباء يتحدثون عن مشاكل الرؤية التى يواجهها كل منهم بعد الانفصال عن زوجته، وعدم تمكنه من رؤية أطفاله بصورة كبيرة، تلك القصة التى نتعاطف معها جميعًا، لكن على النقيض يوجد بعض الآباء يرفضون رؤية أطفالهم بعد الطلاق لأسباب متعددة، وتتحدث معنا الدكتورة أسماء عبد العظيم أخصائية العلاج النفسى والعلاقات الأسرية عن كيفية التعامل مع نفسية الطفل فى تلك الحالة.
تبدأ حديثها لـ "انفراد" قائلة إن هناك عددا من الدوافع التى تجعل الأب يتهرب من رؤية الطفل بعد الطلاق منها "الإسقاط" ويعنى التفكير فى المشاكل والمعاناة التى واجهها مع الأم والتعامل مع الطفل على أساسها، فضلًا عن التهرب من المسئولية لأن رؤيته للطفل قد تتطلب منه تلبية بعض احتياجاته، لذا يرفض رؤيته، وتضيف أن هناك أسبابا أخرى يمكن أن تدفع الأب لذلك منها الانتقام من الأم فى أطفالها، برفضه رؤيتهم والاهتمام بهم.
تقول الدكتورة أسماء إنه فى حالة فشل الأم فى توفير حياة سوية يحيا فيها بينها وبين أبيه بسبب رفض الأب ذلك يجب عليها القيام ببعض التصرفات التى تساعدها على تخطى الأمر معه والحفاظ على حالته النفسية كالتالى:
- توفير بديل للأب فى حياة الطفل كالجد أو الخال أو العم، بحيث يقوم بدوره ويعوضه الحنان والاحتواء قدر الإمكان.
- محاولة تعويض الطفل عن غياب ابيه بإمداده بالحنان والاحتواء والشعور بالأمان.
- تجاهل وجود الأب وعدم التحدث عنه بسوء أمام الطفل حتى لا يكرهه وتسوء حالته النفسية، ولا تخبره بأن الأب يرفض رؤيته لأن الطفل قادر على التمييز بين من يفضل التواجد إلى جانبه ومن يرفض ذلك.
- محاولة جعل الطفل يكره والده ستؤثر بدرجة كبيرة على حالته النفسية، وستخلق لديه حالة من كره الذات وازدرائها وسوء تقديرها، مما يخلق لديه شعور بأنه غير مرغوب فيه ويكره نفسه، قبل أن يكره الأب وبالتالى سيؤثر بشكل سلبى على تحصيله الدراسى، وقد يتحول إلى شخص عدوانى ومتطرف وأحيانًا مدمن.
- إذا كان الطفل ذكر يجب مساندة الأب البديل سواء كان الجد أو العم أو الخال له خلال مرحلة المراهقة حتى يساعده على تخطيها بسهولة، لأنه فى تلك المرحلة يحتاج إلى الأب بدرجة كبيرة.
- تدعيم ثقته بنفسه من خلال إسناد بعض الأدوار إليه ومساعدته على تحمل المسئولية منذ الصغر حتى لا يتحول لشخص اتكالى.