من قلب مدينة الأقصر .. اعرف إيه هو فن الألبستر ومراحل تصنيعه

بأدوات بسيطة وآلات بدائية ومهارة عامل ليس لها مثيل تخرج أدق وأروع تماثيل بجودة عالية وألوان زاهية، تلك التى تطابق الحقيقية بكل تفاصيلها، فهى حرفة تربى عليها وتوارثها أبناء مدينة الأقصر كبار وصغار عن الأجداد من قديم الأزل، إنها صناعة الألبستر اليدوية. انتقلت جينات الفن والإبداع من أرض الأقصر وأسوان التى تحمل بين جنباتها ثلث آثار العالم من الأجداد إلى الأحفاد الذين أصبحوا قادرين على تطويع الألبستر وتحويله إلى قطعة فنية تسر الناظرين، وللتعرف على أسرار هذه المهنة وأصولها وخباياها قام "انفراد" بزيارة لأحد مصانع الألبستر بالبر الغربى بالأقصر وتحدث مع العمال أصحاب المهارات الخاصة. وقال عوف العزب أحد العاملين بالمصنع إن الصنعة تبدأ بجلب الحجر الخام من الجبل بعد الحصول على التراخيص اللازمة من الشرطة، حيث يوجد بالأقصر العديد من جبال الألبستر والأحجار بأنواعها وألوانها المختلفة. وأوضح أنه يتم نقل الأحجار بواسطة الحمير، وبعدها يتم تقسيم وتشكيل الأحجار سواء لعمل تماثيل أو فازات أو تحف صغيرة، وكل هذا بواسطة أدوات ومعدات بسيطة وبدائية كالأزميل والشاكوش والإبر بأحجامها لتنعيم المجسم المطلوب، وبعدها يتم تركه فى الشمس حتى تخرج منه الرطوبة ويصبح أكثر صلابة وأطول عمرًا. وتابع العزب قائلًا: "نقوم بتصنيع فازات وتماثيل من الألبستر والجير والملاكيت وحجر التركواز والأحجار الكريمة والبورسلين الذى يعد الأغلى بين هذه الأنواع، كما يتم صناعة الجعران والذى يلقى إعجابًا وإقبالًا من السياح من حجر الرك استون لجلب الحظ". فيما قال شقيقه جابر العزب إنه ورث المهنة عن والده، ويعمل فى هذا المجال منذ 20 عامًا، تعامل خلالها مع عدد كبير من الأجانب والمصريين الراغبين فى اقتناء تماثيل تخلد زيارتهم للأقصر أرض الآثار. وأكد أنه أصبح لديه خبرة يستطيع من خلالها معرفه طلب كل زبون حسب جنسيته، مشيرًا إلى أن السياح الألمان لديهم ثقافة عالية بالأنواع المختلفة للأحجار، ويهتمون بالخامات وجودتها، لذا فهم يفضلون تماثيل الألبستر والحجر الجيرى والبازلت، على عكس السياح من بلجيكا الذين يقبلون على التماثيل ذات الأسعار الرخيصة ويفضلون المسلات المصنوعة من حجر الهمر الأخضر والأبيض، بينما الفرنساويين يحبون تماثيل القطط معتقدين أنها تحميهم من الخطر. وأضاف أن هناك زبائن يطلبون طلبات خاصة بأحجام كبيرة شاهقة تصل لثلاثة أمتار يتم تنفيذها بدقة وجودة عالية، وأشار جابر إلى أن الإقبال على شراء التماثيل قل تزامنًا مع قلة أعداد السائحين، مؤكدًا أنهم مازالوا يوردون التماثيل والفازات المصنعة يدويًا للمحافظات السياحية الأخرى مثل شرم الشيخ والغردقة ولكن بكميات أقل. وأكد أن المصنع كان يعمل به أكثر من 20 عامل وصنايعى، ولكن تم الاستغناء عنهم لضيق الحال وقلة البيع ليكتفى بـ 5 عمال فقط، والباقى بالقطعة من الخارج. فيما قال المرشد السياحى أحمد عادل إن الأقصر تتميز بالجبال التى تمثل كنوزًا للمحافظة، وهو ما جعل صناعة الألبستر حرفة مميزة لأبنائها، حيث يوجد بها عدد كبير من مصانع الألبستر. وأضاف أن الأقصر يوجد بها جبال الألباستر أو المرمر بألوانه الثلاثة، خاصة خلف معبد حتشيبسوت، كما يوجد بها جبال البازلت الأسود بألوانه الأسود والأخضر والبنى، وكذلك جبال الحجر الجيرى فى أسوان والتى يصنع منها الفازات الكبيرة، وجبال الألوان التى تحمل درجات مختلفة يتم استخدامها فى تلوين الفازات ليكون اللون قوى وذا جودة.