تعتبر السرقة عند الأطفال مشكلة كبيرة، فالأمانة أمر يكتسب ولا يورث وهى من خصائص الخلق.
تقول أميرة عبد السميع، أخصائية التربية وخبيرة تنمية مهارات الأطفال، إن الطفل فى سن السابعة عندما يفهم القواعد الاجتماعية فسرعان ما يتعلم الطفل بخبرته أن كثيراً من الأشياء محرم عليه، غير أن سبب التحريم وسبب النتائج السيئة التى تلحقه لو أنه حصل على هذه المحرمات فأمر لا يدركه إلا قليلا، ومن ثَّم كانت خشية السخط والخوف من العقاب فى مطالع حياة الطفل هو العامل الوحيد الذى يردع صغار الأطفال عن السرقة.
وتكمل أميرة، يجب أن لا نطلق على الطفل تسمية السارق حتى لا نعزز هذا المفهوم لديه، كذلك يجب أن لا نتغاضى عنه بل إنه من الواجب أن نصحح له من دون أن نشعره بالعار.
كما ينبغى أن نشجعه إلى مشاطرة لعبه مع الآخرين من الأطفال، ويعتمد الأطفال على البيئة التى يعيشون فيها فى تكوين موقفهم الخلقى، فحيثما وجدنا فى الآباء ميلاً إلى التعدى على حقوق الآخرين، وجدنا أبناءهم على هذا النحو ينشأون.
وقد تدفع الغيرة إلى السرقة من طرق غير مباشرة، وأهم ما ينبغى عمله لحل هذه المشكلات هو أن نقف على الغاية التى تحققها السرقة فى حياة الطفل الانفعالية، وأن نبذل ما استطعنا من جهد لعون الطفل على إشباع هذه الرغبة الانفعالية على وجه يرضاه هو ويقبله المجتمع، سواء أكانت السرقة مجرد وسيلة نحو غاية يعمل الطفل على تحقيقها أم كانت غاية فى حد ذاتها.
وتؤكد أميرة، لا ينبغى تهوين الذنب أو العمل على إخفائه حماية للطفل أو لسمعة أهله، وأنه ينبغى كذلك عدم إذلاله بل تشجيعه على مواجهة المشكلة فى صراحة وجرأة ووضوح، مع التفهيم والنصح والإرشاد. وعندما يكون الطفل فى سن الروضة وما دون ذلك لا نقول له "لقد سرقت، ولماذا سرقت" بل نقول له "أعتقد أنك وضعت هذا الشيء فى جيبك خطأ" لأنه ليس لك، انتبه فى المرة الأخرى.