قالت نور الزينى، الأستاذة بالجامعة الأمريكية والناشطة فى مجال حقوق المرأة ومن الداعمات لتمكينها اقتصاديًّا، أن الهيئة العامة للأمم المتحدة وصفت العنف ضد النساء والفتيات بأنه انتهاك لحقوق الإنسان، وعقبة خطيرة أمام التنمية المستدامة، ويفرض العنف ضد النساء والفتيات تكاليف ضخمة على الأسر والمجتمعات المحلية والاقتصادات، وليس فى إمكان العالم أن يدفع هذا الثمن، ولفتت إلى أن حوالى 70% من النساء تعرضن للعنف فى حياتهن وفق ما ذكرته الأمم المتحدة على موقعها الإلكترونى.
وأضافت «الزيني»، خلال كلمتها فى ندوة حزب المحافظين المنعقدة لبحث سبل مواجهة العنف ضد المرأة تزامنًا مع فعاليات الـ16 يوما للدعوة لمناهضة العنف ضد المرأة والتى بدأت فى 25 نوفمبر والمستمرة حتى 10 ديسمبر، أن العالم يحتاج إلى مزيد من المبادرات الرامية لمنع وإنهاء العنف ضد النساء والفتيات، ومن ثم فإن الفعاليات تهدف لرفع الوعى العام وحشد الناس فى كل مكان لإحداث تغيير لصالح النساء والفتيات.
وأشارت «الزيني» إلى أرقام عن واقع المرأة فى الدراما المصرية وفق الدراسة التى أعدها المجلس القومى للمرأة عن الأعمال الدرامية التى عرضت فى رمضان الماضى، والتى تضمنت العديد من مظاهر العنف بمعدل 1607 مشاهد للعنف، ما بين مادى وضرب وإهانة واضطهاد، وبلغت الصور السلبية التى ظهرت بها المرأة فى المسلسلات 2073 مشهدًا.
وطالبت الأستاذة بالجامعة الأمريكية، القائمين على صناعة السينما والدراما فى مصر بالعمل على نقل الصورة الحقيقية عن واقع المرأة، وكذلك العمل على تحسين وتعزيز ذلك من خلال محتوى فنى يقدم حلولا للمرأة تساعدها على التغلب على تحديات العصر، مثل تحقيق التوازن بين الأدوار المختلفة العمل والبيت والأنشطة الاجتماعية، وكيف تبدأ مشروعها الصغير، وكيف تتعامل فى العمل مع المدير والزميل وحالات عدم المساواة، وكيف تتعامل مع الأبناء فى سن المراهقة، وموضوعات كثيرة أخرى من واقع تحديات الحياة اليومية تختلف عن ما يقدم حاليا.
وأكدت الأستاذة بالجامعة الأمريكية على ضرورة أن يقوم المجلس القومى للمرأة بعمل بحث واقعى عن احتياجات المرأة من المواد الإعلامية والبرامج والدراما، ويقوم بتنظيم ورش عمل مشتركة بين المنتجين وكتّاب السيناريو والفنانين ومجموعة ممثلة للمرأة المصرية فى القاهرة والمحافظات بهدف تحسين صورة المرأة، إضافة إلى إنتاج أعمال درامية تنشر ثقافة السلام ونبذ العنف، خاصة أن الدراما لها أهمية كبيرة فى تشكيل اتجاهات وسلوك الأفراد.
وأشارت الأستاذة بالجامعة الأمريكية إلى واقع المرأة المصرية من خلال الأرقام، فوفقًا لتقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى لعام 2015 احتلت مصر المركز 136 من بين 145 دولة على مستوى العالم، وفى مجال التعليم نجد أن نسبة محو الأمية بين الإناث فى تحسن ملحوظ، خاصة فى مراحل التعليم الأساسى، حيث بلغت نسبة التحاق الفتيات بالتعليم الثانوى 85% ونسبة الرجال 86% وتشير النسب إلى اقتراب سد الفجوة فى التعليم بين الجنسين، وفى مجال العمل والمساهمة فى النشاط الاقتصادى بلغت نسبة مشاركة النساء فى سوق العمل 26% بينما بلغت نسبة مشاركة الرجال 79% ونسبة تولى النساء المناصب القيادية وأماكن صنع القرار 4.2%، ونسبة النساء التى لديهم حسابات بنكية 9%.
وطالبت نور الزينى المجتمع المدنى والأحزاب السياسية والحكومة بضرورة تضافر الجهود من أجل تحسين واقع المرأة، وذلك من خلال تفعيل برامج التدريب المختلفة لرفع مهارات المرأة فى كافة المجالات وكافة المحافظات وإنشاء قاعدة بيانات بالجهات المانحة للتمويل وقاعدة بيانات من السيدات التى لا تتوافر لديهم مصادر دخل لتحقيق التمكين الاقتصادى للمرأة، وزيادة مشاركة القطاع الخاص لتمكين المرأة من خلال تخصيص جزء من ميزانية برامج المسئولية الاجتماعية لبرامج دعم وتمكين المرأة اقتصاديا، وأيضا قيام الموارد البشرية فى الشركات بتفعيل سياسات المساواة وإلغاء التمييز ضد المرأة، ودعت السيدات إلى الاستفادة من مبادرة البنك المركزى والتى توفير التمويل بسعر عائد بسيط للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبدء إنشاء مشروعات تدر لهم دخلا ونوفر لهم حياة كريمة، واختتمت الزينى كلمتها علينا أن نتحد لوقف العنف ضد المرأة.