يكتب الدكتور فؤاد عبد الله، أستاذ أمراض المخ والأعصاب والسكتة الدماغية واستشارى علاج جلطة المخ بكلية الطب جامعة القاهرة وممثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المنظمة العالمية للسكتة الدماغية، مقال لـ" انفراد" عن أهم أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية وكيفية الوقاية منها .
فى البداية يجب أن نؤكد أن علاج جلطة المخ ممكن ومتاح ولكن الأفضل هو معرفة طرق الوقاية منها، لتجنب حدوثها.
ولأن المخ من أهم الأعضاء بجسم الإنسان لأنه يتحكم فى جميع وظائف الجسم الإرادية واللاإرادية وأنه إذا انقطع إمداد المخ أو جزء منه بالدم أو الأكسجين لمدة 4 دقائق أو أكثر فإن الخلايا العصبية في هذا الجزء تفقد وظيفتها وتموت.
وتحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف أو يتعرقل تدفق الدم بشدة إلى أحد أجزاء المخ مما يحرم أنسجة المخ من الأكسجين ومواد التغذية الحيوية الأخرى ومن جراء ذلك تتعرض خلايا هذا الجزء من المخ للتلف وتفقد وظيفتها.
وتعد السكتة الدماغية ثانى أهم سبب للوفاة بعد الجلطة القلبية في مصر والعالم وأول سبب للإعاقة الجسدية،وأن السكتة الدماغية نوعان، الأولى هي جلطة المخ نتيجة انسداد أحد الشرايين الهامة بالمخ وتمثل حوالي80% من المرض والنوع الآخر هو نزيف المخ نتيجة انفجار أحد الشرايين بالمخ ويمثل حوالي 20% من المرض.
وتنشأ جلطة المخ غالباً نتيجة تصلب الشرايين نتيجة وجود عوامل مساعدة لحدوث هذا التصلب وتسمى "عوامل الخطر" وأهمها على الإطلاق هو ارتفاع ضغط الدم المزمن ، ارتفاع السكر بالدم ، وارتفاع نسبة الدهون والكوليسترول ، السمنة المفرطة، التدخين، التوتر العصبي المستمر، تقدم السن وبعض العوامل الوراثية وهذه الجلطة تسمى "الجلطة التخثرية" ، ويوجد نوع آخر من الجلطات يصيب شرايين المخ نتيجة انسدادها فجأة حيث تتحرك هذه الجلطة من مكان آخر، غالباً ما يكون القلب وتستقر في أحد شرايين المخ وتسمى " السكتة الدماغية الصمة".
وفى جميع الأحوال تؤدى جلطة المخ إلى أعراض واحدة وتمثل هذه الأعراض ثقل حركي بأحد جوانب الجسم، تنميل بالوجه أوأحد أطراف الجسم،توقف أو صعوبة في الكلام، ضعف مؤقت للإبصار،اعوجاجللفم على ناحية أو اختلال في درجة الوعيوتأتى هذه الأعراض بصورة مفاجئة إذا جاءتلبعض دقائق واختفت، تسمى هذه الحالة "قصور الدورة الدموية للمخ المؤقت" وإذا استمرت أكثر من ساعة فيدل ذلك على حدوث جلطة مستقرة بالمخ.
وربما تكون "جلطة المخ" أقوى أزمة صحية تهدد حياة أى إنسان، فأى تباطؤ في اكتشافها والتعامل معها تكون نتائجه في العادة "كارثيه".
ويتحتم على المريض أو المحيطين به إذا شعر بهذه الأعراض التوجه بسرعة إلى إحدى المستشفيات الكبرى والعرض فوراً على طبيب المخ والأعصاب وعمل الأشعة المقطعية في الحال في أقل من ساعة حيث يمكن للمريض بنسبة كبيرة إلى التعافى من أضرار الجلطة بإعطائه الحقنة المذيبة للجلطات في الساعات الأربع والنصف الأولى من حدوث المرض والتى تسمى بالساعات الذهبية الأولى لحدوث الجلطة.