بمظهر أنيق قد نرى بعض الأفراد يسرقون من المحلات أو من حقائب أصدقائهم، وهى الصدمة التى نتعجب منها، ولكن قد لا يكون هذا الشخص لصا، بل مريضا بمرض "هوس السرقة".
تقول الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس، "هوس السرقة مرض نفسى يندرج تحت قائمة الاضطرابات المسيطرة على الدوافع، وقد يسرق المريض أشياء لا يكون بحاجة إليها ولديه المقدرة المادية التى تجعله يشترى كل ما يريد، لأنه يرى متعة ورضا وارتياح بعد قيامه بالسرقة.
وتضيف: "نسبة الإصابة بهذا المرض ترتفع لدى الأشخاص الذين يعانون من تقلبات المزاج أو القلق واضطرابات الأكل والاكتئاب، ويشعر مرضى "هوس السرقة" بالسعادة البالغة أثناء السرقة، ومع عدم اكتشاف السارق ومرور القليل من الوقت تنعكس هذه المشاعر لتتحول إلى إحساس بالذنب والخزى والعار.
وتوضح: "من أهم الأعراض التى يعانى منها المصابون بـ"هوس السرقة" فشلهم المتكرر فى مقاومة الرغبة فى سرقة أشياء لا يحتاجونها أبداً، حيث يعانى هؤلاء الأشخاص من قلق مستمر من احتمال تعرضهم لتوبيخ الآخرين، مما يؤدى لشعورهم بالحزن والاكتئاب.
وعن أسباب تؤكد أن هناك أسبابا بيولوجية واضطراب فى كيمياء الدماغ وكذلك هناك أسباب اجتماعية وأهمها انهيار العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، واضطرابات أخرى تتعلق بالشخصية، وتصل عدد مرات القيام بالسرقة من مرة إلى 120 مرة بالشهر الواحد غالبها يكون من المحلات التجارية والبعض من أفراد العائلة نفسها.
والعلاج يكمن فى الاتجاه نحو السيطرة على الانفعالات حيث ينقسم العلاج إلى نوعين، أولهما العلاج السلوكى المعرفى والآخر علاج عاطفى عقلانى وأحيانا يمكن استخدام أدوية كمضادات الاكتئاب ومضادات الإدمان.