كل يوم يظهر جديد فى علاج الأورام، ومؤخرا استخدم مستشفى الدمرداش بجامعة عين شمس - لأول مرة - جهاز حديث يقوم بتحليل باثولوجى للورم بعد استئصاله ما يساعد فى وضع خطة سليمة للعلاج، وتحديد العلاج الأنسب لكل مريض.
وأكدت الدكتورة منال المهدى أستاذ ومدير وحدة الباثولوجى بمستشفيات جامعة عين شمس، أن الباثولوجى هو التشخيص النهائى للأمراض وهو علم ضخم يضم دراسة لكل الأمراض، وأسبابها وأنواعها وعواقبها، ويحدد الطبيب المعالج خطة العلاج على أساس هذا التشخيص النهائى.
وقالت الدكتورة منال المهدى، إن التشخيص الخاطئ يؤدى الى كارثة مثل إعطاء المريض أدوية ضارة لها آثار جانبية وغير ضرورية ولا يحتاجها، أو حرمان المريض من العلاج السليم، مؤكدة أن التشخيص الخاطئ يحدث بنسبة 30% فى الدول المتقدمة، وأكثر بكثير فى دولة مثل مصر لا تمتلك الإمكانيات اللازمة لشراء أحدث الأجهزة وأجود الكيماويات التى يعتمد عليها التشخيص الصحيح.
وأشارت مدير وحدة الباثولوجى بمستشفيات جامعة عين شمس إلى أنه تم تدريب الفنيين على الجهاز الجديد وإنشاء أحدث معمل لتحليل الصبغات المناعية بوحدة الباثولوجى فى مستشفى الدمرداش.
وأوضحت منال المهدى، أن الجهاز الجديد يقوم بجميع الخطوات وهى وضع عينة من الورم الذى تم استئصاله فى بلوكات شمعية خاصة بالورم تساعد فى الوصول للتشخيص الصحيح والنهائى ليختار الطبيب المعالج العلاج المناسب.
وأكدت مدير وحدة الباثولوجيا الانتهاء من إنشاء هذا المعمل واستقبال العينات والبلوكات الشمعية، لافتة إلى أن المعمل يقدم الخدمة الجديدة لمرضى مستشفى الدمرداش، بأجر رمزى للوصول للتشخيص النهائى والصحيح لنوع الورم وعمل دلالات الهرمونات، ودلالات الأورام المختلفة التى تفيد فى علاج الأورام علاجا سليما وعلى أساس تشخيص نهائى.
وقالت الدكتورة منال المهدى، إن الصبغات المناعية يمكن من خلالها معرفة نوع الورم، ودرجته وكل تفاصيل العلاج، والجهاز يقوم بكل هذه الخطوات أتوماتيكيا دون تدخل العنصر البشرى، ومن خلاله نعرف نوع الورم لأن كل نوع له علاج كيماوى خاص به.
وتابعت: يمكن إجراء صبغات دلالات الهرمونات، خاصة فى سرطان الثدى لمعرفة ما إذا كانت المريضة ستستفيد من العلاج بالهرمونات أم لا ومدى معرفة استفادتها من العلاج الكيماوى من عدمه، والجهاز الجديد يحدد نوع وخطة العلاج خصوصا أن العلاج الكيماوى باهظ الثمن وأعراضه الجانبية صعبة.
وأشارت مدير وحدة الباثولوجى إلى أن تشغيل الجهاز بدأ الأحد، وتبرع به أهل الخير ويقدر ثمنة بنحو 350 ألف جنيه والكيماويات المستعملة فيه بنحو ربع مليون جنيه لافتة إلى أن وحدة الباثولوجى تقدم الخدمة مجانية لغير القادرين بعد عمل بحث اجتماعى لهم، ويستغرق 24 ساعة فقط، ولا يؤدى لتأخير عمل الصبغات وبالتالى لا يؤخر العلاج.