يحتفل العالم - خلال شهر مارس - بالعديد من الأيام الخاصة بالمرأة لذلك يسمى بشهر المرأة، حيث يحتفل العالم بالإنجازات التى قامت بها النساء حول العالم فى كل المجالات، إلا أن "هالة أبو الفتوح" تحتفل بانتصارها فى مجال مختلف، وذلك بنجاحها فى محاربة سرطان الغدة الدرقية الذى انقض على حياتها وحولها من الاستقرار إلى القلق.
تحكى "هالة" لـ"انفراد" عن حربها ضد السرطان وتقول: "منذ 15 عاما استيقظت وجدت (كلكيعة) فى رقبتى تشبه تفاحة آدم، لم انتبه لها كثيرا وبعد عدة أيام قليلة استيقظت فى منتصف الليل من الألم والشعور بالاختناق، ومع بداية اليوم ذهبت إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة، وفسره الدكتور بوجود التهاب فى اللوز وكتب مضاد حيوى 1000 لمدة 15 يوما، ورغم ذلك لم تقل معاناتى من الألم".
وتستكمل"هالة": "ذهبت بعد ذلك لطبيب جراح وبعد عدة تحاليل ظهر خلل فى هرمونات الغدة الدرقية نتج عنها حبوب فى الغدة مع تضخم فى الفص الأيمن وهو ما يسبب لى الألم والاختناق، وكان الحل يكمن فى تدخل جراحى لإزالة الفص الأيمن، وعندها لاحظ الأطباء انتشارا كبيرا للأورام السرطانية حول الحبل الصوتى والحنجرة والخلايا الليمفاوية المحيطة بالغدة، وتم استئصال هذه الأورام وإرسالها إلى مكتب التحاليل لتظهر النتيجة.. سرطان بالغدة الدرقية".
وبنظرة قوية استكملت هالة: "بعد أسبوع دخلت غرفة العمليات مرة أخرى لانتشار الورم فى الفصل الأيسر مما أدى إلى استئصاله والغدد المحيطة به، ومن غرفة العمليات إلى رحلة تخبط بالعلاج الإشعاعى وفى منتصفها قمت بعمل أشعة أخرى لأكتشف المزيد من الخلايا الليمفاوية التى تكونت على شكل عقد ووصلت حتى الأذن، وهو ما جعلنى اضطر للدخول مرة ثالثة ورابعة لغرفة العمليات".
وتضيف "هالة": "رغم كل الأيام الصعبة التى عشتها إلا أننى كنت أحاول قدر الإمكان منع نقل قلقى إلى أبنائى، حتى أنى أخذتهم وسافرنا إلى إنجلترا لأخذ رأى أطباء هناك، وتقرر 3 جرعات قوية من الإشعاع للقضاء على انتشار المرض من الخلايا الليمفاوية، وبين كل جرعة والأخرى 3 شهور، وبعد الانتهاء من مرحلة العلاج الأولى انتقلت إلى المتابعة كل 6 أشهر وبعد العلاج بسنتين رزقت بابنتى الثالثة ولم أكن أتصور أن هذا يمكن أن يحدث بعد جرعات الإشعاع".
واختتمت هالة: "حاليا أنا محاربة للسرطان مستعدة لمواجهته فى كل وقت لا أخافه، وأعمل على تقوية مناعتى بقدر الإمكان حتى أقاومه، وفى شهر المرأة أحتفل وتحتفل معى كل بطلة واجهت وانتصرت على وحش السرطان، لأن ما نقوم به فى مواجهة السرطان هو إنجاز كبير نريد أن ينتشر حتى يقاوم كل فرد مرضه مهما كان شرسا".