تنتشر بين الأطفال وخاصة في سن المراهقة ظاهر تسمى بـ "ظاهرة التنمر" وهي أن يتفق مجموعة من الأطفال على مضايقة طفل هو ضعيف في رأيهم ويعتدوا عليه بالضرب ويمارسون عليه القوة البدنية، وعادة ما تتجه التساؤلات حول كيفية التعامل مع الطفل المتنمر، في حين يتجاهل الأغلبية أسباب التنمر أو الظروف التي تجعل من الطفل متنمراً.
ومن جانبها قالت الدكتورة فاطمة محمد استشاري الطب النفسي وتعديل السلوك أن ظاهرة التنمر كانت تنتشر بشكل كبير بين الأطفال المراهقين إلا أنها امتدت الآن لتصل إلى مرحلة الطفولة المتأخرة والطفولة المتوسطة، فالطفل المتنمر نتيجة طبيعية لوالدين متنمرين أو أحدهما على الأقل، فعندما يرى الطفل والده أو والدته يهاجمون شخص ما بشكل مبالغ فيه فهو يستمد منهم هذا الأسلوب في التعامل مع الآخرين ، بالإضافة إلى أنه يتسم بحب الظهور فيسعى دائما لإبراز نفسه عن طريق إظهار قوته.
وتابعت الدكتورة فاطمة أن للأهل دور كبير في تقويم سلوك طفلهم بالبدء أولاً بالتغيير من أنفسهم وعدم إظهار أي سلوك عدواني أمامه، واحتوائه وإشعاره بقيمته وأهميته بإسناد المهام إليه التي تشعره بأهمية دوره، وعليهم اتباع ثقافة الحوار معه وتعليمه قيم التواضع والمشاركة الجماعية والرحمة ومساعدة الآخرين، فإذا فشلوا من تغييره بعد كل ذلك فعليهم اللجوء إلى أخصائي نفسي ليقوم بعمل جلسات سلوك له.