نجح فريق من العلماء فى جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية فى تحديد 150 جينا من الجينات التى تلعب أدوارا مهمة فى نمو الدماغ، يمكن أن تساهم فى تطور وعلاج مرض الفصام، أو الاكتئاب ذو القطبين، وغير ذلك من الأمراض العقلية.
وتعد هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها تحديد هذه الجزيئات التى ترتبط ببروتين الفصام المعطل (DISC1) المتصل بالاضطرابات العقلية، وطور العلماء أدوات جديدة تشمل الخلايا الجذعية لتحديد التفاعلات الكيميائية التى تستخدمها البروتينات للتأثير على وظائف الخلية ونمو الأعصاب فى البشر.
وقال الدكتور"مارسيلو ب. كوبا"، أستاذ الطب النفسى فى معهد زيلكا لأمراض الجهاز العصبى فى كلية طب كيك بجامعة جنوب كاليفورنيا: "إن النتائج المتوصل إليها تقربنا من زيادة فرص علاج الأمراض العقلية الخطيرة "، ويؤثر الفصام على أقل من 1% من سكان الولايات المتحدة، ولكن له تأثير كبير على حالات الإعاقة والانتحار والوفاة المبكرة.
وكان الجينDISC1مرتبطًا بمرض انفصام الشخصية قبل 20 عامًا تقريبًا، وهو يتحكم فى كيفية تطور الخلايا العصبية المسماة الخلايا العصبية، وكذلك كيفية نضج الدماغ، كما يوجهDISC1شبكة من الإشارات عبر الخلايا التى يمكن أن تساهم فى هذا المرض، وقال العلماء إن الأخطاء فى هذه التفاعلات الكيميائية تسهم فى انفصام الشخصية.
ولكن هوية البروتينات التى يمكن أن ينظمها برنامجDISC1غير مفهومة، وهو ما دفع باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا وزملاؤهم من مركز ولاية نيويورك الطبى داونستيت الطبى لإجراء الأبحاث، وكان التحدى هو محاكاة الظروف داخل الدماغ البشري.
وباستخدام الخلايا الجذعية، قاموا بإجراء فحوصات تشبه الموطن حيث يعملDISC1، ثم استخدموا تحرير الجينات لإدخال علامة جزيئية علىDISC1، مما يسمح لهم باستخراجها من خلايا الدماغ وتحديد البروتينات التى ترتبط بها.
وأوضح العلماء أن التعرف على البروتينات التى تتفاعل مع الـDISC1فى خلايا الدماغ يمكن أن يؤدى إلى فهم كيفية ارتباط عوامل الخطر للأمراض النفسية بوظائف جزيئية محددة، ويتيح هذا الاكتشاف للباحثين تحديد عمليات محددة تختلف فى المرضى الذين يعانون من أمراض عقلية محددة.
ويعد الفصام واحدا من أهم 15 سببا رئيسيا للإعاقة فى جميع أنحاء العالم، ويعيش الأشخاص المصابين بالفصام فى المتوسط ما يقرب من 29 سنة أقل من أولئك الذين لا يعانون من هذا الاضطراب، وفقا للمعهد الوطنى للصحة العقلية (NIMH)، وغالبًا ما يكون المرض مصحوبًا بأمراض مثل أمراض القلب والسكر التى تسهم فى ارتفاع معدل الوفيات المبكرة بين المصابين بالفصام.
ووفقاً للـمعهد ، فإن حوالى 5٪ من المصابين بالفصام يموتون عن طريق الانتحار، وهو معدل أكبر بكثير من عموم السكان، مع أعلى درجة من الخطورة فى المراحل المبكرة من المرض.