ماتت إيمان سعيد عطية - الطالبة بالفرقة الثانية بقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة الزقازيق عقب خروجها من معمل الكيمياء العضوية - حيث شعرت بدوخة وتعرضت لإغماء بعد إجرائها تجربة "النتروجين" ورغم خروجها واستنشاقها الهواء الطبيعى إلا أن حالتها تدهورت وبعد نقلها المستشفى ظلت 3 أيام على جهاز التنفس الصناعى ثم فارقت الحياة.
ودعا زملاؤها لتنظيم وقفات احتجاجية ضد الجامعة بسبب الإهمال الذى أنهى حياة زميلتهم "إيمان"، التى سبقها منذ شهرين زميلهم يوسف عمر داخل نفس المعمل وأثناء أجراء ذات التجربة.
وعلق الدكتور عاطف عامر أستاذ الكيمياء بكلية العلوم جامعة الزقازيق أحد أساتذة الكلية: ربما تكون الطالبة المتوفية تناولت الطعام ويدها ملوثة بالغاز.
وبعد الجدل المثار حول وفاة الطالبة وعدم توافر اشتراطات الأمان بمعمل الكلية ندق ناقوس الخطر حول مدى توافر اشتراطات الأمان فى معامل المدارس والجامعات، وحقيقة وفاة الطالبة سواء بالتسمم الغذائى أو بسبب الاختناق بالنيتروجين.
وحول ذلك يؤكد الدكتور محمود عمر - مؤسس ومستشار المركز القومى للسموم، أستاذ الأمراض المهنية بكلية طب قصر العينى - صعوبة انتقال غاز النتروجين عبر اليد إلى المعدة لأنه غاز خامل ينتقل عبر الجهاز التنفسى بشرط الأكسدة حتى يسهل مروره عبر حويصلات الرئة ومنه إلى مراكز المخ، وفور ذلك يشعر الفرد كأنه مخدر ويصاب بغيبوبة نتيجة طرد النيتروجين للأكسجين من الجسم.
وأضاف مؤسس المركز القومى للسموم: "هذه الفتاة ماتت بسبب نقص الأكسجين، فعند وصول غاز النيتروجين لمراكز المخ تتعرض القشرة الخارجية للمخ لضعف شديد لأنها رقيقة وهذا الخلل يصعب علاجه وبالتالى يؤدى إلى الموت".
وتابع مؤسس المركز القومى للسموم: لن تكون إيمان هى الأخيرة بل مئات سيموتون بعدها نتيجة عدم الالتزام بالشروط الواجب توافرها عند تأسيس المعامل، سواء فى المدارس أو الجامعات والتى تنحصر فى:
-التهوية الجيدة للمعمل.
-إقامة المعمل بعيدا عن المدرجات فى الجامعة والفصول فى المدرسة.
-الصرف الجيد للمواد الكيميائية السائلة والصلبة.
-وجود شفاطات كثيرة لامتصاص الغاز الخارج من المعمل.
-التعرف على اتجاه غرفة المعمل بحيث لا تحرك الرياح الغاز الخارج منه إلى الغرف المجاورة والتى قد تكون مستشفى.
وأشار الدكتور عاطف عامر إلى أنه فى ظل عدم وجود الرقابة لا تطبق هذه المعامل الشروط، ويزداد الخطر عندما يدخل الطلاب بالجامعة أو المدرسة إلى المعامل دون مشرف خبير أو مدرس المادة الكيميائية حيث يجربون ما يريدون ويتعرضون للأذى.