كشف المؤتمر السنوى للجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية الذى انعقد اليوم الأحد بمدينة ميونخ الألمانية عن أحدث علاج لسرطان البروستاتا يحد من الحاجة لخضوع الرجال إلى عمليات استئصال غدة البروستاتا بشكل كامل، وهو ما سيحد من فرص الآثار الجانبية الخطيرة التى قد يصابون بها.
وأشار القائمون على المؤتمر أن فكرة العلاج الجديد تكمن فى تدمير أورام البروستاتا عن طريق إصدار موجات صوتية مركزة عالية التكثيف تعرف باسم "HIFU"، والمثير أن هذا الجهاز له نسب نجاح عالية تصل إلى 93% وهى نفس معدلات النجاح الخاصة بالجراحة، ولكنه يتفوق عليها بأنه لا يسبب الآثار الجانبية الخطيرة مثل الضعف الجنسى والسلس البولى، ويحدث ذلك بمعدلات صغيرة جدا، حيث تستهدف الموجات فوق الصوتية الورم دون التأثير على الخلايا السليمة المحيطة به.
آلية عمل العلاج الجديد
وفيما يتعلق بآلية عمل الجهاز الجديد، أوضح الباحثون أنه يتم استخدام مسبار أو وعاء أنبوبى طبى وإدخاله لجسم المريض عبر فتحة الشرج، ومن ثم فحص وتصوير غدة البروستاتا، وتحديد مكان الورم بدقة، ثم يقوم الجهاز بإطلاق أشعة الموجات فوق الصوتية المركزة عالية التكثيف لتقضى على الخلايا السرطانية دون التأثير على الأنسجة السليمة.
الآثار الجانبية
وكشفت النتائج أن معدلات الإصابة بالسلس البولى تراوحت بين 1 و2% فقط بين الرجال الذى خضعوا لاستخدام العلاج الجديد، مقارنة بنسبة 10 إلى 20% بين الرجال الذين خضعوا للعملية الجراحية، وكما أن معدلات الإصابة بالضعف الجنسى باستخدام موجات "HIFU" بلغت 15%، بينما تراوحت بين 30 إلى 60% لدى الأشخاص الذين خضعوا لاستئصال البروستاتا.
وأضاف المؤتمر أن المعهد الوطنى للصحة وتفوق الرعاية البريطانى "NICE" قد صدق مؤخرا على هذا العلاج الجديد، وتبلغ تكلفته 10 آلاف جنيه إسترلينى، وعلى الرغم من أنه متوفر بشكل واسع فى أمريكا، إلا أنه سيستخدم على نطاق ضيق داخل المملكة المتحدة، ويأمل الباحثون أن تساهم هذه النتائج الواعدة فى طرح العلاج الجديد على نطاق أوسع.