يعتمد الغالبية فى التعرف على مستوى ضغط الدم على الأجهزة الزئبقية أو الرقمية، فيما تخلت بعض الدول الأوروبية عن هذه القراءات بسبب الأخطاء التى اكتشفها العلماء.
ويوضح الدكتور ياسر البغدادى - أستاذ أمراض القلب بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة - أن إحصاء الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم توصل إلى أن 30% من سكان مصر يعانون من الضغط، منهم نحو 60% قياسات الضغط الخاصة بهم خاطئة لاعتمادهم على أجهزة القياس الزئبقية، حيث اكتشف العلماء مشكلات كثيرة بجهاز القياس الزئبقى منها التلوث وعدم دقة قراءة الضغط من اليد، الأمر الذى دفع الدول الأوروبية للتوقف عن إنتاج هذه الأجهزة ومنع استخدامها فى المستشفيات والعيادات الخاصة.
ويوضح الدكتور ياسر البغدادى: "اكتشف العلماء أن قياس الضغط من اليد ليس مرتبطا بالمشاكل التى تحدث بسبب ضغط الدم، حيث لا يعنى ارتفاع الضغط فى اليد أن الفرد سيدخل فى مشكلات خطيرة كنزيف المخ، ولكن من الممكن أن يكون الضغط غير مرتفع بالدرجة العالية والمريض يحدث له مشكلات كثيرة لم يكن يتوقعها، لأن الأعراض والمضاعفات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم لا تظهر عند قياس الضغط من اليد، ولكن عند قياسه من الشريان الأورطى باعتباره الممثل الأساسى للمشاكل التى تحدث فى الجسم".
ويتابع البغدادى: "كان قديما يتم قياس الضغط عند بعض مرضى القلب عبر الشريان الأورطى باستخدام جهاز قسطرة القلب وهو ما يصعب استخدامه حاليا مع كل من يعانى من الضغط، لأنه يحتاج إلى عملية لإدخال جهاز القسطرة داخل قلب المريض".
واستطرد البغدادى: "حاليا هناك اتجاهان لقياس ضغط الدم بطريقة صحيحة، الأول قياس ضغط الشريان الأورطى باستخدام جهاز يطلق عليه (قياس تردد الضغط الذى يسير فى جدار الشرايين) وهو جهاز جديد يستخدمه بعض أطباء القلب فى الوقت الحالى، والاتجاه الثانى هو التعرف على القراءة الصحيحة لضغط الدم فى نص ساعة عن طريق قياسه كل دقيقتين للوصول إلى القراءة المتوسطة التى يتبين من خلالها هل الفرد يعانى من ارتفاع أم انخفاض فى الضغط، ويتم تشخيص العلاج حسب القراءة حتى لا يأخذ المريض علاج خطأ يعرضه لمضاعفات أخرى شديدة، وهذه الطريقة كنا نتبعها قديما ولكن لمدة 24 ساعة، بحيث يقاس الضغط فى النهار كل نص ساعة وفى المساء كل ساعة".